الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

بناء الرؤية.. العقد الجديد

بالتأمل فيما يحدث من تغيير قواعد المنافسة من خلال ابتكار جذري لما تعنيه الأشياء والبحث حول تقاطع الاستراتيجية والتصميم وإدارة التكنولوجيا، يستوقفنا مضمون الرؤية مقابل امتلاك الأفكار، وعليه سنشهد تحولاً كبيراً في طريقة التفكير والإبداع والقيادة.

تم الثناء على شركات للأفكار، وحصل عام 2009 على لقب عام الإبداع والابتكار من قبل الاتحاد الأوروبي، حيث أصبح من السهل الوصول إلى الأفكار، ما جعل توليدها أقل تميزاً، فعندما ينتمي أكثر من 30% من السكان إلى الطبقة الإبداعية، كما أشار ريتشارد فلوريدا في كتابه الصادر عام 2003 أن صعود الطبقة الإبداعية يعني أن الأفكار وفيرة.

ومع انتشار عمليات الابتكار المفتوحة ومسابقات الأفكار، تزايدت ثروة الأفكار، وما يخشاه فلوريدا في كتابه هو نقص المفكرين أصحاب الرؤية، الذين سيكونون قادرين على فهم هذه الوفرة من المحفزات، وأصحاب الرؤى الذين سيبنون الساحات لإطلاق العنان لقوة الأفكار وتحويلها إلى أفعال، مع ربطها بالدراسات الشعبية للإبداع وبالجيل السريع في إنتاج المزيد من الأفكار.


وفي المقابل، ستتطلب القيادات الحكيمة في الدول، استكشافاً لا هوادة فيه للرؤية، وكلما كان الاستكشاف أعمق وأكثر قوة، كان أفضل، ويعتمد بناء الرؤية على البحث والفهم العميقين، وعلى التقارب وإشراك الآخرين في الأفكار، لتبقى محايدة ثقافياً طالما أنها تساعد على حل مشكلات معينة، خاصة عندما تكون خارج الصندوق.


الرؤية الحقيقية تكسر الصندوق وهي أيديولوجية في جوهرها ومنفتحة على طموح واضح لما سيكون عليه العالم، إذ تعكس بقوة الثقافة الشخصية للمفكرين أصحاب الرؤى، التي يجب أن تتجسد في الواقع.

ما يحدث في الإمارات جانب من مظاهر بناء الرؤية، يبدو ذلك في تطورها السريع منذ العقد الماضي في جميع المجالات، وما يحدث اليوم في أروقة إكسبو يؤكد ولوجها الثورة الصناعية الرابعة من بواباتها الواسعة.

من المؤكد أن القيمة الأساسية للأفكار ستبقى، وسوف تستمر في إشعال عملية الابتكار، وستظل تطرح التحسينات المتزايدة.

ويبقى سؤال: ماذا نعتقد؟ وهل حان الوقت لدعوة شكل جديد من الإبداع؟ وإذا كان العقد الماضي هو عقد توليد الأفكار، فهل سيكون العقد الجديد هو عقد بناء الرؤية المتكاملة؟