الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

في انتظار وثائق اغتيال كينيدي

أجّل الرئيس الأمريكي جو بايدن الإفراج عن كثير من الوثائق والملفات الخاصة باغتيال الرئيس جون كيندي، الذي اغتيل سنة 1963، ويُقدَّر عددها بالآلاف، وكان من المقرر أن يتم الإفراج عنها نهاية هذا الشهر، طِبقاً لقرار الرئيس السابق دونالد ترامب، الصادر سنة 2018، وجاء التأجيل لأن موظفي الأرشيف الوطني لم يتمكنوا من إنهاء أعمالهم، بسبب جائحة كورونا، وما أدّت له من تأخير لحق بفحص وتجهيز كل الملفات، لذا طالبوا بالتأجيل إلى منتصف ديسمبر من العام المقبل، غير أن هناك ملفات لن يتم الإفراج عنها، وهي تلك المتعلقة بالشؤون الدفاعية والعمليات المخابراتية وعلاقات الولايات المتحدة الخارجية.

يجب ألا نتوقع من الوثائق التي ستتاح للاطلاع العام، أن تنطق بكل شيء، ربما لا تقول شيئاً مباشراً ومحدداً حول جريمة اغتيال الرئيس الشاب، ذي الأصول الأيرلندية، وهو أول كاثوليكي يحكم البيت الأبيض، والثاني هو جو بايدن نفسه، وعادة نحن نتصور أن الوثيقة تقول كل شئ وقولها هو الفصل، وننسى أنّه في غمار الأمور السياسية والوطنية الكبرى هناك كلمات ومواقف وأفعال لا تضمها وثائق ولا يتم تدوينها، وتبقى دائماً أو غالباً شفاهية.

ومن هنا تأتي أهمية مذكرات أو يوميات بعض الشخصيات التي عاصرت وشاركت في بعض الأحداث، وفضلاً عن ذلك، قد تكون بعض الوثائق مجرد انطباع أو وجهة نظر من صاغَها، فباختصار، الوثائق مهمة، لكنها ليست كل شيء.


ولكن هذه الوثائق بالذات، والتي ننتظر إتاحتها العام القادم، قد تكون مفيدة لنا- أبناء المنطقة العربية- فقد كان كيندي متفهماً لكثير من أوضاعنا ومشكلاتها، وكانت له علاقات جيدة بعدد من حكام وزعماء المنطقة، خاصة جمال عبدالناصر، الذي حمل كل منهما تقديراً للآخر، ونشطت العلاقات والمراسلات بينهما، ووفقاً لعدد من المفكرين والمحللين العرب والأمريكيين، فإن العدوان الإسرائيلي على الدول العربية في الخامس من يونيو 67، ما كان ليحدث لو أن الرئيس جون كيندي كان في البيت الأبيض.


علينا أن نترقب الكشف عن تلك الوثائق، ويمكن أن يشير بعضها إلى شيءٍ يخصنا، هل كانت منطقتنا وبلادنا قيد التفكير لدى التخطيط لإزاحة كيندي من البيت الأبيض؟ وهل كان الاغتيال رسالة إلى كل من يأتي بعده، ألا يذهب بعيداً في تفهمه للقضايا العربية، ناهيك عن إمكانية تبني إحداها.