الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

من يعيد للعرب أحلامهم الضائعة؟

كانت هناك روابط وعلاقات ود كثيرة، تجمع الشعوب العربية ابتداء بالفن والثقافة والإبداع وانتهاء بأحلام كبرى في الاستقلال والحرية وشيء جميل كان يسمى حقوق الإنسان. اجتمعنا ذات يوم علي أحلام كثيرة أن نلحق بقطار التقدم في الفكر والوعي والحرية، ولم نتجاوز في أحلامنا كنا نريد حياة تستوعب القليل من أحلامنا في الرخاء والكرامة كنا نريد أوطانا حرة، وشعوبا يجمعها العدل ويوحدها الانتماء للتراب والمصير والمستقبل.

وفي تاريخ شعوبنا صفحات كثيرة يمكن أن نفخر بها في السياسة والفن والثوابت في الأديان والأخلاق والعلاقات بين البشر، وكانت الفنون الجميلة تحلق في سماء أيامنا وليالينا كانت العلاقات بين شعوبنا درسا للآخرين في التعاون والتواصل والمحبة.. والآن كلما نظرت حولي تطاردني أحزان الكون كيف وصلنا إلي ما نحن فيه؟

شعوب تفككت وأوطان تفرقت وأحلام تبددت.. وتشاهد علي الشاشات مدنا كاملة دمرتها الحروب الأهلية بين أبناء الشعب الواحد، وما حدث في عواصم عربية وما شهدته من الدمار، فمن كان يتصور أن هذه المدن هي نفسها التي حاربت وسقط فيها الشهداء لكي تحرر أرضها وتسترد كرامتها؟


وإن صورة الشعوب العربية وما أصابها من الانقسامات حتى وصلت إلي أبناء الأسرة الواحدة لا يمكن أن تتصور إنها عادت قبائل متصارعة تحارب بعضها بعضا، وإن هذه الشعوب التي اجتمعت حول دين واحد ولغة واحدة وأرض واحدة وثقافة واحدة كان ينبغي آلا تسقط ضحية الانقسامات والمعارك التي وصلت إلي درجة الرفض والكراهية.. وأصبحت الحروب الأهلية أكثر الكوارث انتشاراً في أكثر من عاصمة عربية، فيكفي ما نراه في سوريا واليمن وليبيا والعراق ولبنان كلها كانت يوماً أوطاناً اجتمعت تدافع عن أرضها وثقافتها ودينها ولغتها وكانت نموذجاً في الوحدة والتوحد.


والآن نبكي على زمان لم يبقَ منه سوي الأطلال والذكريات كلما شاهت العواصم التي دمرتها الانقسامات والفتن، أتساءل مع نفسي من يوحدنا مرة أخري ويلملم جراح شعوبنا ويعيد للإنسان العربي أحلامه الضائعة؟ وللأسف الشديد قدرنا أن نعيش مسلسلا من المآسي وأن يطاردنا في أكثر من مكان زمن الشتات.