الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«قمة الجزائر» وتحالفات المستقبل

علاء الدين حافظ

مياه كثيرة جرت في أنهار الحياة السياسية، داخل مختلف الدول العربية على مدار العقد المنصرم. أنظمة عربية خرجت من الباب الضيق للتاريخ، أنظمة أخرى تمكنت من مواجهة الأعاصير العاتية، وحافظت على الدولة المركزية من الانهيار. أنظمة ثالثة التقطت إشارات الشارع، وتدخلت بمشرط جراح من أجل إنقاذ الجسد قبل فوات الأوان. منذ 2011 حتى الآن، الرمال المتحركة في الشرق الأوسط لم تتوقف، محاولات حثيثة تبذلها قوى عربية وإقليمية من أجل إعادة تثبيت أركان المؤسسات المركزية، خوفاً من الانزلاق في أتون فوضى، لا يعلم أحد مداها. في بعض الأحيان قد تتباين الأراء حول بعض المواقف، لكن في النهاية لا أحد يختلف على وجوبية الحفاظ على الأنظمة العربية من الانهيار. مراجعة المواقف وفق المستجدات التي تطرأ على الساحة من وقت لآخر أمر محمود، مراجعة المواقف لا تقتصر على العلاقات العربية - العربية فحسب، بل ينسحب الأمر على العلاقات الإقليمية والدولية.

في تقديري، فإن أمام القمة العربية في الجزائر فرصة سانحة للخروج من عباءة العقد المنصرم. دعونا لا نتوقف كثيراً أمام «الماضي». ما ينتظر المنطقة برمتها في المستقبل المنظور جد خطِر. قوى إقليمية تنشط من أجل البحث عن موطئ قدم لها في الخريطة الجيوسياسية التي تتشكل للمنطقة، قوى دولية لن تدخر جهداً من أجل الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، مراكز الأبحاث ودوائر صناعة القرار العالمي تتحدث عن تحالفات إقليمية تواري الثرى وأخرى ستخرج للنور، وقد تكون هذه التحالفات «عابرة للقوميات والحدود الجغرافية».


أمام مثل هذه المستجدات تتعاظم أهمية العمل العربي المشترك، ويتعالى سقف الطموحات المطلوبة من قمة الجزائر. حقيقةً، هناك إشارات إيجابية على أن هذه القمة- تحديداً- ستتوجه بالعمل العربي إلى المستقبل. أهم هذه الإشارات التحركات الدبلوماسية النشطة من أجل رأب الصدع العربي. من ضمن الإشارات أيضاً ما جاء على لسان وزير الخارجية الجزائري قبل نحو 5 أسابيع «الجزائر ستعمل على جعل القمة العربية المقبلة التي ستتشرف باستضافتها محطة فارقة ومنارة مضيئة لمسار عملنا العربي المشترك، مع توفير شروط نجاح هذا الاستحقاق العربي المهم كافة».


بيت القصيد.. المنطقة الشرق أوسطية تشهد تغيرات متسارعة وغير مسبوقة، إما أن نواكب هذه التغيرات وننخرط في التعاطي معها، أو الاكتفاء بالجلوس في مقاعد المتفرجين، ووقتها لن يفيد البكاء على الفرص الضائعة.