الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الإمارات.. التنمية والوقود الأحفوري

لطالما شكلت الطاقة هاجساً للإنسان في مختلف العصور، وسعى حثيثاً من أجل امتلاكها وتسخيرها لمصلحته وتطوير حياته أولاً، وبناء مجتمع ذي اقتصاد قوي ثانياً، وقد أخذت الطاقة في زمننا هذا أشكالاً متنوعة منها الطاقة الحرارية، والكيميائية، والكهربائية، والإشعاعية، والنووية، إلى جانب الطاقة الكهرومغناطيسية، والطاقة الحركية.

اليوم، نلحظ أن جميع البنى الاقتصادية في العالم تتطلب مصدراً أو مصادر معينة من مصادر الطاقة، حيث إن توافرها يعد ضمن الاهتمامات الأساسية والمفتاحية التي تسعى الدول لتحقيقها، وفي السنوات الأخيرة برز استهلاك الطاقة كأحد أهم العوامل المسببة للاحترار العالمي، ما جعلها تتحول إلى قضية أساسية في جميع دول العالم.

لقد قطعت الإمارات في السنوات الماضية شوطاً طويلاً لمواجهة تحديات الطاقة والتغير المناخي، ووفرت العوامل المساعدة التي تتوافق مع أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة لعام 2030، فقد تعهدت بتخصيص أكثر من 840 مليون دولار أمريكي للطاقة المتجددة في أكثر من 30 بلداً، كما وضع المجلس الأعلى للطاقة في دبي، استراتيجية متكاملة للطاقة داخل الإمارة حتى عام 2030.


تسعى الاستراتيجية الإماراتية إلى تنويع وتطوير مصادر الطاقة، وضمان تأمين إمداداتها، وتعزيز كفاءة وفاعلية الطلب على الكهرباء والمياه والوقود، والتقليل من الانبعاثات الكربونية، فبحلول عام 2030 من المقرر أن تصل نسبة استخدام الطاقة المتجددة في مجال توليد الكهرباء إلى 5%، بالإضافة إلى 12% للطاقة النووية، و12% للفحم النظيف، والنسبة الباقية باستخدام الغاز.
بالعودة إلى عام 2017 فقد أطلقت الإمارات استراتيجيتها للطاقة 2050، وتضمن تلك الاستراتيجية بيئة اقتصادية مريحة للنمو في جميع القطاعات وتستهدف الخطة رفع كفاءة الاستهلاك الفردي والمؤسسي بنسبة 40%، ورفع مساهمة الطاقة النظيفة في إجمالي مزيج الطاقة المنتجة في الدولة من 25% إلى 50%، وتحقيق توفير يعادل 700 مليار درهم حتى عام 2050، كما أنها تعمل على كبح الاستهلاك المحلي للوقود الأحفوري، حيث أعلنت دولة الإمارات عن عزمها الوصول إلى مستوى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.


الجدير ذكره هنا، أنه في عام 2009 اختيرت أبوظبي لتكون مقراً للوكالة الدولية للطاقة المتجددة التي أنشأتها الأمم المتحدة «إيرينا»، كما يرى خبراء المناخ أن القمة العالمية المقرر عقدها في الإمارات في العام 2023، وهي التي تعد أهم وأكبر مؤتمر دولي للعمل المناخي بمشاركة قادة وزعماء العالم، ستكون فرصة للعالم نحو التخلي عن الوقود الأحفوري وتحقيق التوازن المناخي والتنمية المستدامة.