الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

رئيس العمل «السيكوباتي»

تكون أفكارك وحياتك راكدة أحياناً، ولا تعرف سبب ذلك، وأسوأ من الاكتئاب أن تشعر ألّا شيء أمامك يتحرك ويود أن يأخذك معه، تشعر أكثر بأنه لو اختفى العالم في هذه اللحظة حتماً سيكون أفضل، كل هذه المشاعر باغتتني، في حين كان شقيقي يحكي لي قصة أحدهم، بعد أن شاهدني وأنا أحسب وأزن ثقل العالم!

هذه القصة الحزينة ظللت أحملها طيلة النهار وحتى في الليل. كانت عن موظف أُصيب بكل الأمراض، بسبب تعنت رئيسه المباشر، أُصيب بالسكري والضغط ودخل في دوامة طويلة من الأمراض المختلفة، تساءلت: أكل ذلك يحدث بسبب فرد؟! تُرى هل من الممكن أن تتغير حياة إنسان بكل تفاصيلها، بسبب شخص واحد؟

أن تعرف أن هناك شخصاً ديكتاتورياً متسلطاً، لهو أمر عادي، حتى إنك تجد الكثيرين ممن حوله يحاولون عدم الاحتكاك به أو مرافقته، ويجبرون أنفسهم على تعلم الهروب من مواجهته وملاقاته، والتصدي له بشراسه.


حزنت لهذا الرجل، وحزنت أكثر لأنه في الحقيقة الجلية، يتضح أنه لم يتلقَ المساعدة ممن حوله، وإلا لما لفقد الموظف صحته في عمله.


في السابق، حينما كنت أستمع لمثل هذه الأخبار، كانت الثقافة الصحية والنفسية ليست بذلك الانتشار الواسع، على العكس من الآن، تغريدة وحيدة تستطيع قلب فكر جمهور عريض وواسع، صورة مسربة تنهي حياة صاحبها، لم يعد الآخرون متكلفين بالعبء. قدرتهم على التحمل باتت ضعيفة، لاستسهال الحلول وتوفرها.

وقبل زمن، كان الناس بشتى صنوفهم ومختلف فئاتهم العمرية، يتحملون الظلم والقهر والفقر والمرض وكل ما يتخيله العقل، لكننا لم نعد في ذلك الزمن المقهور.

إنني في بعض الأحيان أصل لحد عدم تصديق كل ما أسمع، وألوم نفسي وأعنفها قائلة لها: «هناك كم كبير من المبالغات، فليس هناك من يقوى على ذلك»! كأن تكون له القدرة على سحق الآخرين من دون مبالاة، ليصيبهم بأمراضه النفسية الظاهرة أو تلك التي لا يمكن لنا رؤيتها.
لقد وجدت أن هناك من يزدهر مع فكرة تعذيب الآخرين، تتجدد اللذة الذوقية والنفسية لديه، ينتشي حتى يصل إلى آخر مكامنها، غير عابئ بالأخلاقيات الدينية أو الاجتماعية، فلذته تكمن في سحق من يراهم أضعف أمامه.