الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

أوميكرون.. أزمة الأسواق والتأثير المتوقع

مرّت الأسواق المالية، بما فيها من أسهم وسندات وسلع وغيرها، بأزمات كبيرة كانت قاسية جداً على المستثمرين، هذه الأزمات ولّت، ويفترض أننا تعلمنا منها.

من خلال تحليل ومراجعة كل تلك الأزمات، وجدت أن الهلع «Panic» يعمق من الخسائر إلى حد كبير ويرفع من مخاطر السوق بسبب حدة التذبذب، ويرفع من مستوى التأثير على الأزمة على الأسواق، وهذا ينطبق على كل الأسواق بلا استثناء، ولكن ربما يؤثر بشكل أكبر على الأسواق الناشئة.

خلال أزمة الكساد الكبير في العشرينات من القرن الماضي احتاجت أسواق المال الأمريكية أكثر من عشرين عاماً لتسترجع خسائرها، وتعود إلى المستويات التي كانت عليها قبل الأزمة.


في يوم الاثنين الأسود من أكتوبر 1987 خسرت الأسواق الأمريكية 22.6% في يوم واحد، وخلال الأزمة المالية العالمية خسر مؤشر الداوجونز 50% من قيمته.


في كل أزمة يتمكن السوق من الارتداد والعودة لتحقيق أرباح بلغ معدلها 10% عبر تاريخ الأزمات في الولايات المتحدة.

أزمة كوفيد في 2020 كانت حادة ومختلفة، لأنها ذات طبيعة صحية أساسا وقادت إلى تداعيات اقتصادية، مع ذلك تمكنت السلطات في دول عديدة من احتواء الأزمة من خلال حزم إنقاذ بلغت قيمتها في الولايات المتحدة 2.3 تريليون دولار.

في أسواقنا كان التأثير حاداً، وكما أشرت فالهلع وسلوك القطيع Herd Behavior ساهما بشكل واضح في التراجعات.. تكفي الإشارة إلى أن سهم إعمار وصل إلى مستوى 1.99 درهم! والإرباك والقلق حدّ الهلع أسهما في الوصول إلى هذا المستوى، وليس فقط القلق من تدني وتراجع الأداء الاقتصادي.

الإصابات من أوميكرون تعدت الـ100 ألف يومياً في كل من بريطانيا وفرنسا، وهذه المستويات مقلقة في أوروبا، ولكن مع ذلك لا أعتقد أننا سنعود إلى أيام الإغلاقات الكلية وتداعيات كوفيد-19 في الربع الأول من 2020 وما تلاها، وذلك لأسباب عدة.

أولاً: مستوى الضرر الذي يسببه أوميكرون على المصابين نسبياً أقل.

ثانياً، تزايد خبرات الجهات الصحية وشركات الأدوية في تشخيص والتعامل مع المتحورات.

وثالثاً، خبرة البنوك المركزية وسرعة استجابتها في التعامل مع التداعيات الاقتصادية للأزمات الصحية.

هنا، على المستثمرين أن يراقبوا السوق من خلال ثلاثة مستويات مختلفة.

أولاً: مستوى الشركة المستهدفة والقطاع الاقتصادي الذي تنتمي له.

ثانياً: عوامل الاقتصاد المحلي وتأثيرها على السوق.

وثالثاً: المتغيرات في الاقتصاد العالمي وتأثيرها على الأسواق