الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

النساء للرجال.. والرجال للنساء

ليس التطرف حكراً على الدين والعرق والانتماء السياسي، بل هناك تطرف بدأت تتغلغل جذوره في العديد من المجتمعات يتعلق بالتحيز لجنس دون آخر، وكان ذلك واضحاً في نزعة الذكور لقرون طويلة في مشارق الأرض ومغاربها.

مع تزايد الوعي وارتفاع المدارك الفكرية، بدأت المرأة تشق طريقها في بعض المجتمعات لتلغي هذا التحيز الجنسي، فصارت المرأة ملكة ورئيسة دولة ورئيسة وزراء وغيرها من المناصب التي كانت نوعاً ما حكراً على الرجال، وصاحب ذلك ثورة في حقوقها وتمكينها في شتى المجالات سواء أكان ذلك في الدول الغربية، وما تلاها في الدول العربية، ونخص فيها بالذكر دولة الإمارات التي قطعت شوطاً كبيراً في تمكين المرأة فصارت وزيرة ورئيسة للمجلس الوطني، ومديرة وقاضية، ومسؤولة على أعلى المستويات.

يمكن القول إن وسائل التواصل الاجتماعي وقدرة الآخرين على التعبير ساهمت في ارتفاع الوعي بقضايا المرأة وحقوقها، وصار صوتها مسموعاً أكثر بدعم من النساء والرجال على حد سواء، وبالرغم من ذلك لا بد أن تخرج أصوات شاذة ومتطرفة تحت ما يسمى النسوية المتطرفة لتظهر مصطلحات وشعارات غريبة مثل «النساء للنساء»، و«عبدة الذكور» وغيرها من المصطلحات التي لا يمكن لأي عاقل أن يتقبلها في هذا الزمان.

المجتمعات السوية تؤمن بالدور التكاملي بين الرجل والمرأة، فكلاهما في حاجة للآخر

النسوية المتطرفة التي أقصدها هنا تتعلق بالشعارات غير المقبولة، والتحريض ضد الرجل، وتحدي سلطة الأبوين، وتشجيع المتزوجات على الطلاق، والرغبة في الانسلاخ عن القيم الدينية تحت ذريعة ما يسمى بالحرية الشخصية، بل إن هناك فئة بدأت في التحريض العالمي ضد الدولة، متناسين ومتجاهلين وناكرين لكل ما تقوم به الدولة في ملف تمكين المرأة ومنحها كافة حقوقها لتكون مثالاً يحتذى في العالم، أضف إلى ذلك فهناك فئة باتت تستخدم مصطلحات بذيئة يعاقب عليها القانون دون حياء أو خجل، ناهيك عن مهاجمة كل من تسول له نفسه معارضة هذه الفئة الشاذة من النسوية.


المجتمعات السوية تؤمن بالدور التكاملي بين الرجل والمرأة، فكلاهما في حاجة للآخر ولا يمكن لأي جنس أن يعيش بمعزل عن الآخر، للرجل دور يقوم به، مثلما للمرأة دور في هذه الحياة، بل أؤمن بأن دور المرأة أعظم من الرجل لأنها تمثل استقرار الأسرة، وبالتالي فإن المنطقي جداً التصدي بكافة الطرق لكل الدعوات غير المقبولة التي تقوم بها هذه الفئة، في المقابل نقف إلى جانب الدعوات والتحركات التي تسعى فعلياً إلى استقرار المرأة والمحافظة على حقوقها في إطار مناسب لا يتعارض مع الدين والقيم والعادات والتقاليد.