الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

النفط.. هل تكرر أمريكا ما فشل سابقاً ؟

مرة أخرى تجاوز سعر النفط 86 دولاراً للبرميل، ومرة أخرى تقرر إدارة الرئيس بايدن، وبالاتفاق هذه المرة مع الصين، بسحب جزء من مخزون الاحتياطات وضخها في السوق، ورغم عدم وضوح تفاصيل هذه الخطوة، فإن الجميع يدرك أن تأثيرها محدود، فسعر النفط سيستمر بالصعود.

لقد نبّه المختصون حول ذلك مبكراً لأسباب عدة، منها ارتفاع الطلب وضعف الاستثمارات، ويعلم المعنيون أيضاً أن هبوط الأسعار الأخير، كان بسبب الهلع الذي أحدثه متحور أوميكرون، بالإضافة إلى تصحيح طبيعي للقفزات التي حدثت، وليس لسحب الولايات المتحدة وحلفائها من احتياطاتها النفطية تأثير مباشر في هذا الانخفاض.

يدرك أعضاء الإدارة الأمريكية ما سبق، ولا يخفى عليهم مخاطر هذه المغامرة، إلا أنهم يعيشون حالياً بين المطرقة والسندان، فهم يسبحون في وحل وعودهم الانتخابية، التي تضغط باتجاه الطاقة المتجددة وحماية المناخ وتعطيل الاستثمارات في النفط والغاز، كأمر الرئيس بايدن التنفيذي بإلغاء تصريح خط أنابيب النفط الكندي بعد توليه زمام الإدارة مباشرة، وأتبعه بقرارات تعطل الاستثمار النفطي على الأراضي الفيدرالية، ومن جهة أخرى تلاشت الشعارات بعد أن وصل سعر الوقود لمستويات مرتفعة في شتاء قارس يغلفه التضخم والآداء السيئ للإدارة في العديد من الملفات، وهبوط في نسبة التأييد الرئيس إلى مستويات تاريخية وصلت 33%، إذن ما سبب تكرار التجربة؟ بكل بساطة إنها الانتخابات النصفية!

الصين ستقوم بالمضاربة في النفط وستعوض نفس الكمية المبيعة بإعادة شرائها بسعر بخس

غالباً نتائج الانتخابات النصفية الأمريكية ضد حزب الرئيس الحاكم، إلا أن هذه المرة كلا الحزبين على قناعة تامة بأنها ستكون كارثية لحزب الرئيس الديمقراطي، وهذا يعني سيطرة كاملة على الكونغرس ومناكفة سهلة لتوجهات الإدارة الحالية، وتدميراً كاملاً لكل مشاريع اليسار المتطرف التي هيمنت على السياسات الأمريكية لدرجة تقديمها على بعض مصالح الولايات المتحدة وحلفائها أحياناً، ولذلك سيبذل الديمقراطيون، وعلى رأسهم قائد البيت الأبيض، كل ثمين لتقليل حجم الخسارة، حتى وإن كان ذلك بتكرار تجربة عديمة الفائدة وذات مدى قصير، فقط.. لتحقيق أدنى مكسب قبل أن تحُل الكارثة، ولكن لماذا تفعل ذلك الصين؟

بعض المحللين يرجحون أن الصين تفعل ذلك مجاملةً وبمقابل بعيد كل البعد عن سعر برميل النفط، وأنها ستقوم بهذه العملية بشكل مضاربي أي إنها ستعوض الكمية المباعة ذاتها بإعادة شرائها، ناهيك عن أن الكمية المتداول طرحها ترجح أنها ضئيلة، وهذا ينطبق على تعاملات معظم الدول مع الإدارة الأمريكية الهشة حالياً التي تحاول استغلالها، مدركةً أن فرصة كهذه لا تدوم طويلاً، أما سعر النفط فموعده المعالي، وإن حاولوا تأجيل ذلك.