الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

الشرق الأوسط.. وعربدة نهاية الزمان

بقراءة متعمقة لما يدور في منطقة الشرق الأوسط وما حولها، يبدو أن ما يحدث من صراعات وحروب تقف خلفه النبوءات القديمة سواء عند المسلمين أو اليهود أو المسيحيين، بعيداً عن الصراع على المصالح والمخططات الجيوسياسية والاستراتيجيات، لأن المتتبع للأحداث يجد أن الجميع خاسر في تلك الصراعات ولا مستفيد مما يحدث، ولا نهاية قريبة للفوضى العارمة والعربدة التي تجاوزت كل الحدود والتي تجتاح منطقتنا والعالم.

القراءة الخاطئة لتحديد أوان آخر الزمان أودت بوقوع الجميع في وهم كبير، وهو أن عصرنا الحالي هو عصر الفتن والمشاكل المرتبطة بنهاية الزمن والحياة، بينما في الحقيقة أن تلك الفتن والمشكلات ليست مشكلات طبيعية، بل الإنسان هو الذي صنعها لاستعجال مرحلة نهاية العالم لتحقيق أهدافهم في السيطرة عليه، وهذا ما يعد استعجالاً لأقدار الله، إذ أصبح العالم اليوم يعيش كذبة كبيرة ووهماً تسببا في دمار البشرية وويلاتها ومعاناتها.

يبدو أن هذه العربدة لا نهاية لها لأن جميع أطراف الصراع تتنتظر المخلّص، فالبعض ينتظر المسيح الدجال، والبعض الآخر ينتظر المهدي المنتظر، والبعض الأخير ينتظر نزول سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام، وهذا أمر علمه عند الله!

النبوءات القديمة يتناولها المفسرون كل على هواه، وعلى قدرته على فهم العلامات التي أشارت لها تلك النبوءات، شأنهم شأن أسلافهم الذين فسروا الأديان والشرائع على هواهم وعلى هوى السلاطين، ولعدم قدرتهم على الفهم العميق لتلك الأديان ففرقوا عباد الله وجعلوهم شيعاً وفرقاً متناحرة، وأشغلوهم عن سبب خلقهم ووجودهم في هذه الحياة وهو عبادة الله وعمارة الأرض، التي استخلفهم الله فيها، فأشغلوهم بصراعات ونزاعات لا طائل منها.

عربدة اليهود في فلسطين وبيت المقدس وتجهيز الهيكل هو تمهيد لظهور المسيح الدجال، وعربدة إيران في اليمن هو تمهيد لظهور المهدي المنتظر في اليمن وإعلان بيعته بين الركن والمقام بمكة المكرمة، وأحداث سوريا باعتبارها أرض المحشر التي سيخرج منها جيش الخسف، واحتلال كل من أفغانستان والعراق تحسباً لخروج أصحاب الرايات السود منهما وتوجههم لنصرة المهدي المنتظر.

ولذلك كله نجد أن الأحداث كلها تجري في المناطق التي تتحدث عنها نبوءات آخر الزمان.. ولا سبيل لانتهاء هذه العربدة إلا بتبديد ذلك الوهم المسيطر على العقول، وإدراك حقيقة أننا لسنا في آخر الزمان، لأن الفساد على الأرض موجود منذ الخليقة وأينما وجد الإنسان، ولم يصل الفساد إلى الحد الذي يعتبر معه أنه من علامات آخر الزمان، فالدنيا لا تزال بخير وعامرة بالخيّرين والمحسنين.