مليشيا الحوثي.. مرتزقة اليمن

حملة مسعورة أطلقها المحسوبون على الحوثي وغيرهم قبل أكثر من أسبوع تشجع على استهداف المنشآت المدنية في دولة الإمارات، المثير للغثيان أن يقف خلف هذه الحملة سياسيون وأدباء ومثقفون محسوبون على اليمن، لتفضحهم هذه الحملة أكثر وتعريهم في مواقفهم المتقلبة من حين لآخر بحثاً عن مجد ومصالح شخصية.

من الواضح جداً أن هذه التهديدات تعبر عن حالة التخبط والتوهان الذي تعيشه الجماعة وأنصارها، خاصة مع الضغط عليها في جبهات القتال والضربات المتتالية على الحديدة، كما أن حملة التنديد بهجوم الحوثيين والمؤازرة الدولية التي حظيت بها الإمارات، وتقديم مشروع لإعادة تصنيفها جماعة إرهابية جعلتهم في وضع لا يحسدون عليه.

عندما أقرأ لمثل هؤلاء المرتزقة أزداد يقيناً أن هؤلاء لا يمكن أن يمثلوا الصوت العاقل، ومن المستحيل أن يصطف اليمنيون على موقف واحد طالما وُجد مثل هؤلاء الذين يفتقدون للحكمة، وهم أنفسهم يبحثون عن الفائز ليقفوا في صفه، لا مانع لديهم في تبديل جلودهم متى ما دعت الحاجة إلى ذلك، لتجدهم مع الشرعية بالأمس ثم مع الانتقالي، وبعدها مع حزب الإصلاح، ثم مع الحوثي، ولو سألتهم أنتم مع من؟، ومن ستكونون معه في الغد لعجزوا عن الإجابة.

الغريب أن أغلب هؤلاء يعيشون خارج اليمن ويتكلمون عن أرض اليمن الشقيق، يحملون جنسيات أجنبية ويهاجمون موقف الدولة التي يحملون جنسيتها، يلعبون ويلهون ويرقصون فيها، ثم في آخر الليل يكتبون عن مشاكل وهموم الشعب اليمني، ولا يتوقفون عن إشعال النار بتصريحاتهم وتغريداتهم وتأليبهم كل جماعة على الأخرى.

يحتاج اليمن ليكون سعيداً إلى يمنيين مخلصين ينؤون بأنفسهم عن أي مجد شخصي، يتسامحون مع بعضهم البعض، يلتفتون لرأب الصدع، ويتناسون كل خلافاتهم من أجل المصلحة، ينطبق هذا على كافة الأطراف اليمنية التي تمزقهم الخلافات والمصالح الشخصية.

ومخطئ من يظن أن الإمارات ستتوقف عن دعم الشعب اليمني ضد المليشيات الحوثية، والهجمات الأخيرة كشفت بما لا يدع مجالاً للشك للمجتمع الدولي أن هذه المليشيات ليست سوى جماعة إرهابية تمارس الإرهاب في الداخل اليمن وتطلق الصواريخ باتجاه المدنيين في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات.