الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الإمارات-تركيا.. علاقات استراتيجية

بدا واضحاً للجميع، أن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للإمارات التي يختتمها اليوم، وهي يومان من الاجتماعات والنقاشات في أبوظبي العاصمة الفعالة والمؤثرة في المنطقة وبعد زيارة دبي مركز الثقل الاقتصادي والتجاري في المنطقة، أنها -أي الزيارة- خطوة عملية مهمة نحو استكمال مرحلة التطور في العلاقات الإماراتية - التركية ونقلها إلى خطوات ذات أبعاد استراتيجية تعود بالفائدة على الدولتين.

هذا الفهم مبني على خلفية تلك الزيارة التاريخية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى تركيا في نوفمبر الماضي، والتي أعطت مؤشرات لمستقبل هذه العلاقة منها، حالة الاحتفاء الحافل والمهيب وحالة الزخم الإعلامي الدولي، والنتائج التي تمخضت عنها من توقيع 10 اتفاقيات ومذكرات تفاهم شملت قطاعات مهمه وحيوية، كما تم تأسيس صندوق بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الاقتصاد التركي، وبالتالي كان طبيعياً ما رأيناه بالأمس عندما خرجت زيارة الرئيس التركي بتوقيع 13 اتفاقية، ما يؤكد حرص القيادتين على تعزيز التعاون والاستثمار في كافة المجالات.

الإمارات تحرص في سياستها الخارجية وعلاقاتها الدولية على توظيف السياسة لخدمة الاقتصاد، والذي بدوره يهدف إلى توفير حياة أفضل للشعب وهذا ما جاء في مبادئ الخمسين الإماراتية.

ولعل المنطلق الجديد للسياسة التركية الحالية هو البعد الاقتصادي منه وهذا لن يتحقق إلا بتوفر عوامل أخرى مساندة ومعززة له، وهي الأمن والاستقرار ليس في الدولتين فقط، وإنما السعي الحقيقي هو أن يشمل الأمر كل دول المنطقة.

يمكن استخلاص ما نقوله من خلال قراءتنا لمقال الرئيس التركي المنشور يوم السبت الماضي، يتضح لنا حرص بلاده على العلاقات مع الإمارات باعتبارها الشريك التجاري الأكبر بين دول مجلس التعاون الخليجي، وأن أمن الخليج من أمن تركيا، كما ذكر بشكل صريح عن وجود هدف برفع حجم التجارة بين البلدين للضعف، وقد احتوى المقال على دلالات تؤكد حرص أردوغان على تعزيز العلاقات مع الإمارات ودول الخليج العربي.

ما يجمع الإمارات وتركيا ليس فقط العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، مع أنها العامل الحقيقي للعلاقات الدولية، ولكن هناك أهمية وضرورة في مواجهة ومحاربة الإرهاب أينما كان، وما يسند ذلك أن تركيا قد أدانت الهجمات الحوثية الإرهابية على الإمارات والسعودية، فتركيا تعي أن الإرهاب الحوثي يهدد الاقتصاد العالمي من خلال تهديده للملاحة البحرية وخطوط التجارة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وبحر العرب، وبالتالي يهدد المصالح التركية في هذه المناطق بما فيها القرن الأفريقي، والتقارب مع الإمارات هو دليل رغبة على حسم هذه الأزمات والقضايا.