السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«لا شرقية ولا غربية»

عنوان المقال مستوحى من جملة مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري التي نشرها في تغريدة خطها بيده على تويتر قال فيها "لا شرقية ولا غربية.. حكومة أغلبية وطنية".. في إشارة صريحة لرغبته تشكيل حكومة عراقية تمثل الأغلبية الوطنية، كما أن جملة «لا شرقية ولا غربية» تعتبر إشارة واضحة إلى إيران والولايات المتحدة، حيث إنه من خلال هذه التغريدة يؤكد على تشكيل حكومة عراقية وطنية لا تتبع أي دولة ولا تتشكل برغبات خارجية.

يسعى الصدر لتشكيل حكومة يحكمها القانون، قادرة على التصدي للمخالفات ومكافحة الفساد وقادرة على مواجهة خطر الطائفية والإرهاب، وقد أكد سابقاً على ضرورة بقاء السلاح في يد الدولة، وهذا يؤكد رغبته ليكون العراق دولة قانون لا دولة مليشيات، كما أنه يواجه رؤية أجنبية ترى ضرورة توحيد البيت السياسي الشيعي بكافة تشكيلاته، بل وتُحرّم تفكيك هذا البيت تحت أي ظرف كان، هذه الرؤية طائفية بامتياز حيث إنها تقسم المجتمع العراقي حسب المذهب وتتجاهل المكونات العراقية من ديانات ومذاهب وأعراق، كما أنها رؤية يراد بها تحقيق أهداف ومصالح صاحب الرؤية الذي يتجاهل مصلحة العراق وشعبه.

قدرة الصدر على إعادة العراق للحضن العربي فالكل متأمل بذلك مع وجود قلق من مفاجآته، حيث يعتبر شخصية سياسية محيرة لكل المراقبين في العالم

لم يستطع إسماعيل قاآني مسؤول الملف العراقي في الحرس الثوري الإيراني إقناع الصدر لضم الكتل الموالية لإيران في تشكيل الحكومة ورفض الإملاءات الإيرانية وهذا حقق له شعبية في العراق، بل من الإقليم والعالم أيضاً، وهذا من منطلق أن استقرار العراق حاجة عالمية، كما أن الصدر يتميز بمرجعيته الدينية «النجف» وبالتالي فهو عروبي التشيع، أما بالنسبة لقدرته في إعادة العراق للحضن العربي فالكل متأمل بذلك مع وجود قلق من مفاجآته، حيث يعتبر شخصية سياسية محيرة لكل المراقبين في العالم فمعروف عنه عدم استقراره على موقف واحد بل إنه صاحب المفاجآت السياسية، رغم أنه هذه المرة يمتلك كل المقومات السياسية لأن يستعيد العراق دوره الحقيقي في الحضارة الإنسانية.

استقرار العراق داخلياً يجعله دولة ذات ثقل إقليمي ودولة مؤثرة وفاعلة في محيطها مما يمكنها من المساهمة في تعزيز استقرار وأمن المنطقة، بل إن قوة العراق تعزز من توازن القوى الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام ومنطقة الخليج العربي بشكل خاص، بالإضافة إلى تعزيز الأمن القوي العربي الذي يعاني منذ سنوات من ضعف وتشتت ساهم في ظهور قوى إقليمية مجاورة تجرأت بالتدخل بشكل صريح في الشأن العربي والتواجد على الأرض العربية لفرض رأيها وسياساتها ورغباتها، مما يهدد وبشكل مباشر أمن واستقرار الدول العربية.