السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

لماذا نحب الوطن؟

كثيراً ما أسال نفسي لماذا أحب وطني؟ وهل هذا الحب لأني ولدت هنا أم لأسباب أخرى؟ أسأل نفسي هذه الأسئلة عندما أقرأ وأشاهد عشرات المعارضين لبلدانهم، ومئات الأشخاص الذين يكيلون الشتائم لأنظمة الحكم التي يعيشون تحتها، وآلاف اللاجئين من مناطق النزاعات والأزمات، وملايين المهاجرين بحثاً عن الحياة السعيدة.

بعيداً عن الفلسفة والمزايدات وغيرها، يحب المواطن بلده لأنه الحضن الكبير الذي يحتويه، والمكان الذي يشعر بالانتماء إليه، والكرامة التي يحتاج إليها، يعشقه من خلال المجتمع المتجانس الذي يعيش على قلب واحد، فيكون مستعداً للتضحية بحياته عندما يتعرض لأي خطر من باب هذا الحب والولاء والانتماء.

أرى ما يحدث في العالم فأزداد حباً وارتباطاً بالوطن.. ألمس التغيير والتطوير فأشعر بمشاعر الفخر والاعتزاز

حب الوطن فطرة في الإنسان يرتبط بها ارتباطاً تاريخياً منذ ولادته لتتشكل من خلاله هويته وأفكاره فيكون ماضيه امتداداً لحاضره ومستقبله، إنما من الطبيعي أن يزداد الواحد منا تعلقاً بوطنه وحباً بقادته، عندما يشاهد عشرات المشاريع التي تسخَّر لخدمة المواطن والمقيم، وعندما يرى أن الغاية من كل ما يحدث إسعاد الشعب، وأن أولوية المواطن مقدمة على كافة الأولويات، وأن يرى رئيس الحكومة في مقدمة الصفوف في الأفراح والأحزان، وأن يتجاوب مع مشاكل وهموم الجميع، أن يطلق المبادرات تلو الأخرى لخدمة المواطن والمقيم.

عندما تضطر الإنسان الظروف القسرية إلى الهجرة فإنه غالباً ما يشتاق للوطن، ويشعر باللوعة لمفارقته أرضه وأهله وأحبابه، وأتذكر هنا رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- عندما هاجر من مكة إلى المدينة إذ قال: «ما أطيبك من بلد وأحبك إليّ، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك».

أرى ما يحدث في العالم فأزداد حباً وارتباطاً بالوطن، ألمس التغيير والتطوير فأشعر بمشاعر الفخر والاعتزاز، أسافر إلى الخارج وأرى كيف يتحدث العالم عنا فأعلنها بصوت عالٍ أنا أنتمي لهذا الوطن.

لا يملك المواطن إلا أن يشكر ربه بكرة وأصيلاً على الأمن والأمان والاستقرار الذي يعيشه على أرض الوطن، وعلى القادة الذين سخرهم رب العباد ليكونوا مسؤولين عن إدارة شؤون البلد، فنحن ولله الحمد نعيش في نعمة لا تقدر بثمن.

يقول الشاعر أحمد مطر: نموت كي يحيا الوطن.. يحيا لمن؟ نحن الوطن.. إن لم يكن بنا كريماً آمناً.. ولم يكن محترماً ولم يكن حراً... فلا عشنا ولا عاش الوطن.