الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

كله بيزنس..

بسبب الأحداث السياسية والعسكرية بين روسيا و أوكرانيا، انقسم العالم إلى قسمين، قسم مع روسيا نكاية في أمريكا، والقسم الآخر مع أوكرانيا باعتبارها الحلقة الأضعف، إذ إن البعض يحب أن يشجعوا الأضعف.

هناك قسم ثالث متأثر كالعادة بالإعلام الغربي وما يتم الترويج له من فيديوهات على السوشيال ميديا، ولكن هذه المرة تجهزت روسيا لذلك الأمر، بحيث تخرج علينا كل بضع ساعات بفيديوهات تفضح الكثير من الفيديوهات المفبركة بين الطرفين، فلم يعد موضوع الحرب قنابل ورصاصاً، ولكن حرب فيديوهات وصور مفبركة، كصور الدبابة الأوكرانية التي ذكر أنها ساهمت في غزو العراق، وفيديوهات لجثث أوكرانيين تتحرك وتتآكل وتشرب إلى أمور كثيرة لا تعلم صدقها من كذبها ويتداولها الناس كأنهم مراسلو حرب.

لا تزال جماعات الإسلام السياسي تحاول إثبات أنها مؤثرة وتجند العالم الإسلامي بطريقتها ليستمر الدعم الأمريكي

هناك قسم رابع وهم الجماعات الدينية المسلمة التي وجدناها فجأة تحرض أتباعها على نصرة أوكرانيا، ليس بالدعاء أو المساعدات الإنسانية ولكن بالجهاد.. «طيب القدس أقرب لكم». يبدو أن المحضرين عندهم نقص ما!

تسأل نفسك: لماذا يقف الإخونجية وجماعة الإسلام السياسي مع أوكرانيا رغم أن رئيسها يهودي وتنتشر فيها الخمارات و الملاهي الليلية وغيرها من الأمور، لكن من كل ما سبق هناك نقطة تجعل فكرة الجهاد تكون (على) أوكرانيا وليس (لأجل) أوكرانيا؟

ببساطة لا تزال جماعة الإسلام السياسي تحاول أثبات أنها مؤثرة وتجند العالم الإسلامي والعربي بطريقتها المعروفة من أجل أن يستمر الدعم الأمريكي لها، فهذا وقت تجار الحرب للاستفادة.. وفهمكم كفاية.

البعض استغرب الردود العنصرية من قبل بعض المذيعين الأجانب عند حديثهم عن الأحداث بين روسيا وأوكرانيا، ويبدون استغرابهم من أن هذه الأحداث يفترض أن نشاهدها في العراق وأفغانستان والشرق الأوسط وليس لشعوب شقراء ومتعلمة وفي أوروبا، الكثير منا انتقد هذه العنصرية ولكن في تصوري أنها رسالة استخباراتية من أجل خلق شعور عند الأوروبيين بأن الحرب قريبة جداً منهم لنشر الخوف بينهم، والهدف من ذلك أن توافق الشعوب الأوروبية والتي عادة تعارض الحروب أو إجراءات التدخل العسكري في أماكن مختلفة من العالم، ولكن طالما أن التهديد وصل بالقرب منهم فيجب إقناعهم بالموافقة على كافة الإجراءات التي تريدها أمريكا أو حلف الناتو من زيادة ميزانيات وشراء السلاح وزيادة القواعد الأمريكية في أوروبا وغيرها من الأمور.. و«كله بيزنس».