الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«أنابيب بحر قزوين».. وعواصف الطاقة

يتحدَّث خبراء الطاقة عن ارتفاع متواصل في أسعار النفط، ويتوقعون وصوله إلى 150 دولاراً للبرميل مع حلول الصيف المقبل، وذلك كله بسبب الأزمة الروسية ـ الغربية في أوكرانيا، حيث تواجه الأسواق تراجعاً في العرض، وارتفاعاً في الطلب، وقد تنخفض الأسعار في حال وضعت الحرب أوزارها، وتم الوصول إلى اتّفاق، وإعادة النظر في العقوبات لجهة رفعها أو على الأقل التخفيف منها.

هنا ستظل المواقف الدولية في جوانبها السياسية وأبعادها الاقتصادية مركزة على الفعل ورد الفعل عبر اجتهادات صناع القرار في المواقع المختلفة، وخاصة في أسواق الطاقة، ما يعني أنها تخضع لحسابات راهنة هي من صنع البشر، لكن ماذا حين تدخل قوى الطبيعة لتسهم في ارتفاع أسعار النفط مثلا؟ على النحو الذي عاشته الأسواق العالمية نهاية الأسبوع الماضي، حيث شهدت أسعار النفط ارتفاعاً مع تعطل صادرات خام يقدر حجمها بنحو مليون برميل يومياً عبر خط أنابيب بحر قزوين.

لقد اعتبر الخبراء ذلك عاصفةً ضربت سوق النفط، والتي جاءت نتيجة عاصفة وقعت الأسبوع الماضي في محطة لضخ النفط في ميناء«نوفوروسيسك» الروسي، وبسببها توقفت إمدادات الخام عبر هذا المسار، حيث يتواجد «خط أنابيب بحر قزوين»، الذي من خلاله يتم تصدير معظم النفط الكازاخستاني وجزء من النفط الروسي.

ستظل المواقف الدولية في جوانبها السياسية وأبعادها الاقتصادية مركزة على فعل ورد فعل صناع القرار

تكمن أهمية خط أنابيب بحر قزوين في كونه أحد أكبر مشاريع نقل النفط في العالم، يجمع روسيا وكازاخستان وشركات عالمية رائدة مثل «شل» و«شيفرون»، وغيرهما، وقد أنشئ هذا الخط ــ الذي يزيد طوله عن 1.5 ألف كلم ـ لتصدير النفط الروسي والكازاخستاني من منطقة بحر قزوين والبحر الأسود إلى الأسواق العالمية.

ويبلغ الحجم السنوي للنفط الذي يتم ضخه عبر هذا الخط 67 مليون طن، بما يعادل 1.2% من الطلب العالمي على النفط، وفي العام الماضي 2021، تم من خلاله ضخ حوالي 60 مليون طن، وفي الفترة من يناير حتى فبراير 2022، تم شحن أكثر من 10 ملايين طن.

عاصفة خط أنابيب بحر قزوين، والتي ستحول دون مد العالم بالنفط لمدة شهرين على الأقل، وعاصفة الحرب في أوكرانيا، وعاصفة الأسعار في أسواق النفط، تؤثر اليوم على كل البشر ـبنسب مختلفةـ وهي متداخلة، قد تتلوها عاصفة أكبر وأشد تهدد أسواق المواد الغذائية، وخاصة القمح، والتي بدأت تظهر مؤشراتها في تصريحات القادة الغربيين ـ خاصة الأمريكيين ـ ما يعني أننا جميعاً في خطر.