الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

متى تنتهي الحرب الروسية - الأوكرانية؟

متى تنتهي الحرب الروسية - الأوكرانية؟

التحدي الرئيسي الذي يواجه العالم الآن، يتمثل في الإجابة عن سؤال الساعة، متى تنهي الحرب الروسية - الأوكرانية؟ منذ ضم روسيا جزيرة القرم عام 2014، ودوائر صناعة القرار العالمية توقعت مواجهة بين روسيا وأوكرانيا، ورغم أنه لم يتوقع أحد موعد هذه المواجهة، فإن الجميع كانوا يعلمون بأنها قادمة لا محالة.

بصرف النظر عن مدى قابلية هذه المواجهة للاتساع لتشمل دولاً أخرى من عدمه، فإنه لا بد من اتخاذ خطوة للخلف من قبل أحد الأطراف المتصارعة، قبل الانزلاق إلى مواجهة أعمق في خطورتها وأوسع في مداها. يقيناً فإنه حينما يتم الحديث عن تقديم تنازلات فإن الأنظار توجه صوب أوكرانيا لأكثر من عامل، أبرزها أن روسيا لن تتخلى مطلقاً عن وجود مسافة أمان كافية بين حدودها المشتركة مع الناتو.

بالمناسبة كيسنجر كتب في «واشنطن بوست» عقب ضم روسيا شبه جزيرة القرم «استمرار أوكرانيا وازدهارها يعتمد على عدم تحولها إلى (قاعدة أمامية) للشرق في مواجهة الغرب أو العكس بالعكس»

إذن الكرة الآن في ملعب كييف، ولعل تصريحات ثعلب الدبلوماسية الأمريكية هنري كيسنجر في مؤتمر دافوس الذي طالب فيه بتخلي كييف عن أراضٍ، والموافقة على احتفاظ روسيا بشبه جزيرة القرم، من أجل إنهاء هذه الحرب، كشفت بجلاء عن المسكوت عنه إذا كانت هناك رغبة حقيقية لإنهاء هذه الحرب.

بالمناسبة كيسنجر كتب في «واشنطن بوست» عقب ضم روسيا شبه جزيرة القرم «استمرار أوكرانيا وازدهارها يعتمد على عدم تحولها إلى (قاعدة أمامية) للشرق في مواجهة الغرب أو العكس بالعكس، فهي يجب أن تكون جسراً بين الطرفين». وأضاف حينها «على روسيا تقبُّل أن محاولتها إجبار أوكرانيا على أن تكون دولة تدور في فلكها، وبالتالي تحريك حدود روسيا مجدداً، سيحكم على موسكو بتكرار تاريخها بالدوران في حلقات مفرغة دورية من الضغوط المتبادلة مع أوروبا والولايات المتحدة». وواصل القول «أما الغرب فيجب أن يفهم أن أوكرانيا في نظر روسيا لا يمكن أن تكون مجرد بلد أجنبي. فتاريخ روسيا بدأ فيما كان يُسمى روس الكييفية. والديانة الروسية انتشرت من هناك».

كانت أوكرانيا جزءاً من روسيا لقرون، وكان تاريخاهما متداخلين قبل ذلك. وخاضا بعض المعارك الأهم من أجل حرية روسية، بدءاً بمعركة بولتافا عام 1709، على التراب الأوكراني. وجهة نظر ثعلب الدبلوماسية الأمريكية هذه مر عليها نحو ثماني سنوات كاملة، ورغم ذلك أثبتت تجربة الحرب أنه لا مجال لحقن الدماء وتحقيق الاستقرار العالمي إلا بحياد دول الناتو الحدودية مع روسيا.

قد نلتمس الأعذار للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في انتقاداته حول إمكانية تخلي بلاده عن أراضٍ وتقديم تنازلات لإنهاء الحرب، لكن دوماً المعطيات تقود إلى نتائج، وحتماً النتائج ستعاكس رغبات الرئيس الأوكراني.