الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

منتدى للجوائز العربية

الثقافة التي تنشط بين وقت وآخر على استحياء في ظل العواصف السياسية، والأزمات الاقتصادية التي أثرت على حضورها، واستمرارها، في ظل الظروف الأمنية غير المستقرة لبعض الدول العربية، كنت على موعد معها.. مع المثقفين الذين رافقتهم في مسيرتي الإعلامية، ومشواري الثقافي في 1700 حلقة تلفزيونية حول العالم.

جائزة الملك فيصل العالمية جمعت أكثر من 32 جائزة عربية من شنقيط إلى البحرين في منتدى الجوائز العربية، انطلاقا من رغبة الجائزة في دعم التعاون الثقافي والعلمي بين المؤسسات الثقافية العربية، المانحة للجوائز في العالم العربي، ولدعم آليتها ومناقشة مستقبلها، حيث تقرر أن تكون جائزة الملك فيصل رئيسا للمجلس التنفيذي للمنتدى، وجائزة من فلسطين بشكل دائم في طور تأكيد الهوية الثقافية للحضور الفلسطيني، في هذا الكيان الثقافي العربي الكبير.

أضاء حضور تلك الكوكبة من المثقفين الذين نذروا جهدهم للعمل الثقافي ذاكرتي الإعلامية، وقد كان معظمهم ضيوفا كراماً على برامجي الثقافية المختلفة، في باريس ودبي وبرلين وبكين وقسنطينة وفاس والشارقة وصنعاء والكويت، وكل ما استطعت إليه سبيلا من مدن وعواصم عقدت معها صداقات، وعلاقات عشق لم أنل منها كفايتي، كانت محطات لا تنسى أكدت أن الثقافة كالهواء والماء من ضروريات الحياة، والمثقف هو الأيقونة التي حملت الفكر والإبداع إلى شرايين المجتمع وإلى فضاءات العالم، لقد فجر إبداعهم ينابيع المعرفة وأطلقوا أجنحتهم عبر الكون ليؤكدوا أن فكر المثقف لا يحتاج إلى تأشيرة دخول وجواز سفر.


الجوائز التكريمية والتقديرية، هي بمثابة اعتراف بدور هؤلاء المثقفين الذين رحل الكثير منهم في ظروف مادية قاسية، هوميروس مبدع الإلياذة وينبوع الشعر الإغريقي، حين فقد بصره تنقل يبحث عن رزقه، محمد الماغوط الذي لم يتأن لسعادته أن تدوم طويلا بعد فوزه بجائزة العويس، علي البغدادي الذي كانت قصيدته «لا تعذليه» محاكاة لمعاناته مع الفقر وكثيرون هم.


أستطيع أن أقول أنّ فكرة المنتدى، وأهدافه هي خطوة رائعة وندواته ولقاءات المثقفين في الإطار وخارجه كان استثنائيا في تفاصيله، بدءا من حضور الأمير الشاعر والمثقف خالد الفيصل، في الندوات المغلقة أو المفتوحة لأسرابٍ من المثقفين والأكاديميين وأمناء الجوائز، إلى رحلة النخيل إلى العمارية والموشحات الأندلسية، ثم إلى الأمسية الشعرية في نادي الرياض الأدبي الثقافي.

سنظل نؤمن أن الثقافة وطن وهوية وانتماء وأن المثقف شرايينها