الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

مؤشر صحة المؤسسة

تتعرض المؤسسات إلى أعراض مرضية تنعكس على مستوى خدماتها وأدائها المالي في نهاية المطاف، وتلك الأعراض تكون بارزة بشكل أوضح في المؤسسات الكبيرة والمتشعبة في خدماتها ومنتجاتها أو فروعها وتوسعها الجغرافي، لذا ظهر العديد من نماذج التقييم القادرة على تشخيض العلل التنظيمية بطريقة فعَّالة ومبسطة.

ومن تلك النماذج ما عرف بمؤشر الصحة التنظيمية OHI المكون من 9 مجالات و37 مؤشر من شركة«ماكنزي» لاختبار ثلاث ركائز في المؤسسة، وهي: أولاً: التوافق الداخلي بين أقسام المؤسسة من خلال رؤية مقنعة واستراتيجية واضحة المعالم، تدعمها ثقافة مؤسسية راسخة ومناخ للتعاون والتكامل.

ثانياً: جودة التنفيذ التي تظهر التميز في تنفيذ الاستراتيجية وتقديم الخدمات.


ثالثاً: القدرة على التجديد من خلال فعالية المؤسسة في فهم تحدياتها والبيئة الخارجية والتفاعل أو التكيف معها لمصلحة المؤسسة.


لكن ومن خلال ممارساتي أعتقد أن هناك اختباراً مكملاً لا بد منه حتى يكتمل قياس الصحة التنظيمية، وهو قياس الرّشاقة التنظيمية Organizational Agility، وتعدُّ مفهومًا مهمًا في الاستجابة السريعة للتغيير والتحديات، والتي يتوجب على المؤسسات العمل للتغلب على العقبات أو كسب الفرص الناتجة عنها، ويتم من خلالها قياس خمس مجالات للرشاقة التنظيمية وهي: المنافسة، العلاقات التجارية، العمليات الداخلية، سلاسل التوريد، والقوى العاملة.

أظهرت الدراسات أن تقييم الصحة التنظيمية فكرة رائعة، حيث زادت أرباح الشركات المطبقة بنسبة 18%، تزيد من فرص البقاء في المنافسة، من خلال رفع قدرتها على الابتكار التجديد، لكنها قد تشكل تحديًا معقدًا وعبئاً إضافياً، وهذا يعتمد على القائمين على التطبيق ومدى فهمهم للمنهجية وقدرتهم على تبسيطها دون التفريط في قوتها.