الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

المشهد العربي.. ونظرية المؤامرة

لن أجادل في مضمون نظرية المؤامرة كثيرا، التي لم تعد مجرد نظرية، مادام تطبيقها على الأرض العربية واقعا أليما.

كتبت مرارا أن المشهد الحالي للأمة العربية بدأ رسمه بعد حرب أكتوبر المجيدة، حيث توالت مصائبنا الواحدة بعد الأخرى، منها: الحرب العراقية ــ الإيرانية 1980، الإجتياح العراقي للكويت 1990، أحداث 11 سبتمبر 2001، وثورات الربيع العربي 2011.

ولتلك المصائب أذرع داخلية بقصد أو دون قصد، تضمنت صدام حسين سابقا، وقطر حاليا، وأذرع إقليمية تضمنت إيران منذ البداية، ثم تركيا منذ إحتلال أمريكا للعراق.


لقد انتهى صيت المصيبة الأخيرة -ثورات الربيع العربي- يوم قضى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على فوضى الإخوان في رابعة عام 2014، وبدأت الدول المُصابة تعيد ترتيتب أورقها، وتحاول أن تنهض من كبوتها، حتى أن سوريا خف عنها الضغط الدولي منذ ذلك الوقت، ثم اشتعلت الحرب في اليمن 2015، كنوع من تبعات تلك المصيبة.


من منظور المؤامرة أعلاه، كان من المفترض أن تنتهي فوضى اليمن في 2018، بتسويات وليس بنصرة الحق على الباطل، كحال كل الحروب التي خاضتها المنطقة، وحال دول ثورات الربيع العربي، لكن هذا لم يحدث. والسبب -كما هو معروف- هو الدور الإيراني.

منذ بداية اللعبة وإيران إما أن تلعب فوق الطاولة، أو من تحت الطاولة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وما نراه من مشاهد فوضى أو تدمير أو حتى حريق في الوطن العربي، ما هي إلا مشاهد تظهر خلافات اللعب من تحت الطاولة بين الولايات المتحدة وإيران، والمعاهدات المعلنة تظهر لعب فوق الطاولة.