السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

إدمان من نوع آخر

استجدت في أيامنا مستجدات تغيرت معها حياة الناس، وقد تكون بالفعل قد غيرت تفكير شريحة لا يستهان بها من المجتمع إن لم نقل جُله، ومن هذه المستجدات إدمان النظر في الأجهزة الذكية بمختلف أنواعها، وفي مختلف الأماكن، فحتى الطرق والشوارع لم تُستثنى من هذه الآفة.

في أيامنا هذه، قد يصبر الطفل الصغير عن منعه من الخروج من المنزل، أو منعه من تناول الحلوى، ولا يصبر أبدا إن أبعدت عنه الأجهزة اللوحية وجهاز الآيباد لتعلقه بها، فإن وُضع الجهاز في يديه تابعه بصمت وهدوء لعدة ساعات دون ملل وكلل، وتجد الشاب أو الشابة لا يفارقون هذه الأجهزة، وكم شاهدت بعضهم يعبث بهذه الأجهزة أثناء خطبة الجمعة والإمام معتلياً المنبر، دون أن يركز مع الخطبة إطلاقا، ودون أن يحاول فهم شيء ولو يسير من مواعظ الخطيب.

ومن شدة إدمان بعضهم النظر في هواتفهم أنهم ينشغلون بها عن الطريق، فتجده يمشى في شارع سريع بسرعة بطيئة مزعجة للناس، مع عدم مبالاة بهم بسبب انشغاله بمشاهدة مقطع طريف وصله على الواتساب، وربما كان ذلك سببا في حوادث خطيرة نسأل الله العافية والسلامة، ومن شدة تعلق بعضهم بهاتفه الذكي أنه في أثناء الدورات التدريبة، وورش العمل يعيش عالمه الخاص فلا يتعلم أو يستفيد وإنما يقلب النظر في هاتفه في تجاهل واضح للمتحدث والمتكلم، وقد تكون هذه حالة بعضهم إن جلس مع أولاده وزوجته ووالديه وللأسف الشديد.


إن هذا الإدمان يحتاج إلى توعية وتوجيه بضرورة ضبط المسألة، فلا يمكن أن ندعو الناس إلى ترك الهواتف الذكية واستبدالها بأجهزة أخرى، ولكن ما يقع في واقع الناس ينذر بكوارث وخيمة، فقد تذهب أرواح وتقع الإصابات الخطيرة بسبب شاشة هاتف، والمسألة أيضا تتعلق بجانب آخر لابد أن نتصوره جيدا، فليس كل ما يوجد في مواقع التواصل يحث على الفضيلة والخير والإيمان والتقوى، فبعض شياطين الإنس يعمد إلى إفساد الشباب والشابات ويشجعهم على الإدمان والسلوكيات الأخلاقية القبيحة، وقد ينشر بينهم أفكارا هدامة، فلا يبذل بعض قادة التيارات المنحرفة جهدا كبيرا في تجنيد الشباب، فهم على مدار الساعة موجودون في مواقع التواصل لتلويث عقولهم، وعلينا أن نكون جادين في علاج هذه المشكلة، وتوعية الناس بضرورة الاعتدال والانتباه في التعامل مع الأجهزة الذكية.