الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

ماشية وقهوة.. وتنانير نساء

عند انهيار المنظومة الاشتراكية في أوروبا خلال تسعينات القرن الماضي، كشفت المؤشرات العالمية عن انهيار اقتصادي سوف يلحق بهذه الدول خلال السنوات المقبلة، وأرجعت مراكز الدراسات الأمر إلى الديون المتراكمة، وغياب الاستراتيجيات الواضحة للأمد المنظور، وهذه المؤشرات خدعت كثيراً من المستثمرين في الخارج بينما الدراسات الاقتصادية الصينية كانت مخالفة لذلك نظراً لقربها من المنظومة الاقتصادية والسياسية والثقافية لتلك الدول.

تقول الدراسات إن المأكل والملبس هما معيار هذه المرحلة الاقتصادية، وإن مجتمعات هذه الدول سوف تتجه إلى شراء المأكولات والمشروبات والملابس والأزياء، التي كانت محرومة منها لعقود خلال حكم الأنظمة الاشتراكية، وإن عملية الشراء أو الاستهلاك، تعود إلى عاملين، أولهما: الشعور بالأمان، وثانيهما: تأكيد الخروج من أنماط الثقافة الاشتراكية التي كانت تمارس سياسات التقنين الاقتصادي، وعلى خلفية ذلك انتشرت محلات السوبر ماركت بما بها من كل أصناف المأكولات والمشروبات، ومطاعم الوجبات السريعة ومعارض الملابس والأزياء، وخلال هذه الفترة سيطرت الشركات الصينية والتركية على الأسواق.

لكن الحكم على اقتصاد الدول في إطار منهجي وصحيح، يتم من خلال قراءة المؤشرات الاقتصادية العلمية والدقيقة للناتج المحلي ومصروفات الاستهلاك والإنفاق الحكومي، وصافي الصادرات ومعدلات البطالة وسعر الفائدة، لكن الإنسان البسيط البعيد عن هذه الأرقام يستطيع أن يحدد البوصلة الاقتصادية لأي دولة وبشكل غير دقيق من خلال المأكل والملبس، فإنسان الجزيرة العربية ـ في ترحاله بين الدول ـ يحدد مؤشره الاقتصادي، ويستطيع تحديد مصارفه وقوته الشرائية من سعر رؤوس الماشية، أما الإنسان الأوروبي فبوصلته الاقتصادية هي سعر فنجان القهوة.


وهناك عدد من المؤشرات الأخرى تعتمد من مجتمع لآخر، ففي عام 1986 طرحت مجلة The Economis مؤشر «البج ماك» أحد وجبات «ماكدونالز» لقياس سعر العملات والقوة الشرائية، حيث بلغ سعر الوجبة 2.49 دولار أمريكي، وكذلك مؤشر «كنتاكي» في الدول الأفريقية.


بجانب هذا نجد مؤشر هيملين للخبير الاقتصادي جورج تيلور 1926 الخاص بالملابس، حيث تشير نظريته إلى أنه «كلما ازدهر الاقتصاد قصرت تنانير الفتيات، وكلما انخفض طالت تنانيرهن»، وأن الرجال حيث يبتعدون تلقائياً عن شراء الملابس الداخلية في حالات بداية الركود الاقتصادي بشكل ملحوظ.. يبقى الاقتصاد بقربه وبعده كالسماء للجميع.