الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

عذراً أيتها الأوطان العربية

منذ طفولتي وأنا أعشق السفر، لكن لكوني خليجية، فقد كنت تواقة للسفر إلى بلاد خارج الخريطة العربية، ربما كل ما كنت أبتغيه أن أنظر إلى دول تختلف تماماً عن وطني من ناحية الطقس والحضارة، كما كنت توَّاقة لأن أرى الاختلاف، الذي دائماً ما أسمعه من كثيري السفر في طفولتي.

وفجأة اشتقت للسفر إلى الدول العربية، لكنني صُدمت بأن هناك دولاً عربية لا يمكن أن تصرِّح فيها عن هويتك لاعتبارات سياسية، فكان هذا الأمر يشعرني بالضجر، فلا يمكن أن أخبر أبناء الوطن العربي الذي أزوره للسياحة، بجنسية أخرى حتى أرضي مشاعرهم، فأنا فخورة بجنسيتي، لكني لا أريد أن أفتح نقاشاً سياسياً لا يسمن ولا يغني من جوع.

في إحدى الدول العربية التي يعيش ملايين من شعبها في دول الخليج، حدث لعدد من المرات أن تسمع كلاماً بغيضاً ومتدنياً وغير حضاري، لأي سبب كان عن دول الخليج، وما إن تفتح فمك لتقول لهم الحقيقة حتى ينهشوك بأخبار ملفقة، كما تتلمس في أحاديثهم الشعور بالغيظ والحسد أحياناً أخرى، وبتدخل سافر في أمور بلادي السياسية ومواقفها.


وكنت أحياناً، وأنا لا أحب ذلك، أعود لأذكرهم بما يحدث في بلادهم، وفجأة تجدهم (يتحوطونك) بالصراخ والعويل والدفاع عن موطنهم، لكن في مقابل ذلك يجدون كل الحق في الحديث والسخرية منا، حتى وهم يكتشفون أننا بدأنا نصبح بلاداً مليئة بالرغبة في تجاوز العالم الآخر، ومليئة بالطموحات العالية، لكن ذلك لا يروق لهم، حتى إنهم لا يتوقفون عن معايرتنا بأننا كنا مجرد بدو.


حينها اتخذت قراراً مؤلماً بالنسبة لي، فلا يمكن أن أزور بلاداً عربية إلا للضرورة، ويسأل الجميع: لماذا السياحة العربية لا تستقطبنا؟