الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

تلوث بيئة المعلومات

جزيرة ساموا الأمريكية عانت وما تزال من انتشار مرض الحصبة الذي أصاب أكثر من 5000 فرد، وأدى إلى مقتل 79 شخصاً معظمهم من الأطفال دون سن الرابعة (المصدر: حكومة ساموا - تويتر).

وفي محاولتها للحد من انتشار المرض حثت حكومة ساموا الناس على التطعيم، وبدأت الحملة لتشمل الجزيرة بأكملها، كما اضطرت لاعتقال وسجن شخص مشهور في الجزيرة برفضه للتطعيم ونشره لمعلومات في الشبكة حول التطعيم وكيف أنه خطر على الناس، حيث يتابعه الآلاف من الناس حول العالم.

أغلقت حكومة ساموا المدارس، وحثت الناس على عدم التجمع لإيقاف انتشار المرض، وكذلك أغلقت أبوابها ليومين لتتفرغ لتطعيم الناس في الجزيرة.


إن موضوع التطعيم كان قبل فترة شيئاً بديهياً لا يحتاج أحدنا للتفكير به، ففي القرن الـ20 عانى الناس من أمراض عديدة واستطاع التطعيم القضاء عليها أو تقليص مساحة تأثيرها لحد يقترب من التمكن من المرض أو القضاء عليه، ثم جاءت شبكة الإنترنت ووصلت للعالم وجاءت الشبكات الاجتماعية لتفتح الباب لكل من هب ودب لكي ينشر معلومات حول أي موضوع، وهكذا بدأت حملات ضد التطعيم تنشر أفكارها حول العالم.


إن انتشار الحصبة في ساموا كان نتيجة لحملات التضليل، والمصيبة أن من ينشر هذه المعلومات يرى في أن ما يفعله خيراً وليس تضليلاً، لأنه يريد حماية الناس من «خطر» التطعيم، وفي نفس الوقت يتجاهلون خطر عدم التطعيم أو يقترحون علاجات لم تثبت فعاليتها.

في الأسبوع الماضي، كنت قد كتبت أن الحقيقة لا تكفي لأن الأكاذيب والتضليل تعيش في نفس البيئة، وما يحدث في ساموا هو نتيجة تلوث بيئة المعلومات.