الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

الترجمة وروح النص

هل تمثل الترجمة ولادة كتابة جديدة؟ الإجابة عن هذا السؤال تتمحور في رد المترجم الليبي عطية الأوجلي، حيث اعتبر أن ترجمة الأعمال الإبداعية هي نوع من إعادة الكتابة، ولكنها لا تخلو من الإبداع، فالترجمة بحسب قوله عملية أدبية إبداعية صرفة وليست مجرد جهد لغوي، كان هذا الرد ضمن ترجمته لمجموعة قصصية بعنوان: «ليلة المكالمات الغامضة».

المجموعة تضم مجموعة كُتّاب معاصرين ينتمون لأجيال متباينة وثقافات مختلفة ويطرحون عبر قصصهم أسئلة الكتابة الخاصة بهم، ويجمع بين قصص المجموعة بحثها عن التميز، عن مساحات شاسعة للتعبير عن الإنسان وهمومه اليومية، حيث عمق المشاعر الإنسانية والبراعة في سرد الفكرة، وقدرة على تصوير الصراع داخل النفس البشرية.

وما دفع المترجم عطية الأوجلي لاختيار هذه القصص أنها تعكس تيارات مختلفة وثقافات متعددة، كُتّابها متناثرون بين دول وقارات مختلفة يجمع بينهم قلق إنساني عميق، مؤمناً بجمالية الكلمات وقدرتها على مجاراة الواقع.


فهل المترجم ينقل حرفياً النص؟ بالتأكيد لا، وإنما المترجم ينقل روح النص التي لا تكمن فقط في الكلمات، وإنما أيضاً في الدلالات والمفاهيم والتفاصيل غير المرئية.


المترجم يتحرك في إطار معرفي ولغوي وثقافي يترك أثره على النصوص المترجمة، وبحسب الأوجلي فإن الترجمة ليست تفاعلاً بين لغتين، وإنما هي حوار غير مباشر بين ثقافتين مختلفتين والتراكم المعرفي والثقافي سيقلص من غربة النص في بيئته الجديدة.

كُتّاب المجموعة هم: ري دون كارسون، ديفيد رايت، جويل آرنولد، جريجوري روبرتس، تشيماماندا نقوزي أديتشي ودامون قالقوت.

وفي حديثي مع المترجم عطية الأوجلي اعترف بأنه لا يستطيع ترجمة نص لا يحبه، فالترجمة فن لا تخضع لمقاييس ومعايير، بل إن النص يثير ويكشف جوانب جديدة من الحياة.

وتذهب المجموعة بالقارئ بعيداً نحو الحرب الدائرة في أجزاء من العالم وإجبار الأطفال على المشاركة في الحروب كما في قصة الجنوب أفريقي دامون قالقوت.

إن أسلوب معالجة القصص واللغة المستخدمة جعلت من المجموعة عالماً جديداً يدفع القارئ للبحث عن أعمال أخرى للمترجم.

وكقارئة عربية أستطيع القول إن الترجمة قادرة على نقل ثقافات الشعوب المختلفة، عاداتها وتقاليدها، ومعها تصبح الجغرافيا والحدود من المستحيلات.