الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

المواهب والكنوز المؤسسية

قليلون هم من ينقّبون بين جنبات مؤسساتهم عن القدرات المؤسسية الكامنة والمواهب المفعمة بالمواطنة الإيجابية، لإعادة توظيفها كمسرّعات يتحقق بها البعد التنموي، والعوائد من الاستثمار البشري لبلوغ الريادة والارتقاء بمؤسساتهم وإداراتهم.

قليلون هم من يطلّون على مؤسساتهم من نافذة المستقبل ويدلفون إليها من أبواب التفاؤل والثقة والبحث عن درر رأس المال البشري النابض بحب الوطن، ويفتخرون بما وصلوا إليه وملؤهم الطموح وكلّهم شموخ، وفخرهم وطنٌ حجَز مقعده في الصفّ الأول بين الأمم.

لقاء استثنائي مع قائد استثنائي يصغرني عمراً ويكبرني طموحاً وهمّةً وعزيمةً وإصراراً، أبهرني بفكره وأخجلني بتواضعه، صَحِبني معه في جولةٍ سياحةٍ فكريةٍ ووقفةٍ استشرافية، لم يحدثني عن ذاته، ولكن عن «نحن» الغائبة عند الكثيرين في مؤسساتنا، وعن عناقيد الطموحات والشراكات والمسرّعات والابتكارات والاختراعات وليدة أفكارٍ من خارج الصندوق بل بلا صندوق.


وليتني صمتُّ أكثر، وأحجمت عن الحديث أكثر لأصغي إلى المزيد مما يعتمل في عقل رصين مجدول بإرث المؤسس زايد طيب الله ثراه؛ وفكر استباقي صاغته رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، يتحدث بفخر وافتخار واعتزاز عن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وعن قائده وملهمه بلسان التقدير والامتنان.


قلت لذاتي، كيف وصل هذا الشاب القدوة النابض بالولاء والانتماء والشغف بالتميز والتفرد إلى موانئ الاستشراف، وكيف يطل علينا من نافذة الإبداع بهمة قادة اللامستحيل، وصناع مختبرات الابتكار وأصحاب الإنجاز والبصمات، لقد أدركت أن القادة حين راهنوا على شباب هذا الوطن، كانوا وما زالوا واثقين بأنهم يشيدون مستقبلاً واعداً بعقول وسواعد شبابه الاستثنائي، وبفكرٍ متَّقد وهمةٍ متجددة لا تعرف إلا القمة.

هكذا هم الاستثنائيون في الوطن الاستثنائي، يعيدون اكتشاف القدرات الكامنة ليصنعوا منها حلماً تنموياً، ويرسموا من خلالها لوحةً مجد للـ50 عاماً القادمة، ويسعونَ بطموحاتهم نحو الصدارة بجدارة؛ ليت كل شباب أوطاننا مثل هذه القدوة همةً وطموحاً وعقلاً وفِكراً ورؤيةً وعملاً وقيماً واستشرافاً.

بالرغم من أن زمن اللقاء لم يقترب من أطرافِ الساعة، إلا أنّ إلهامه صنع يومنا، وشغفه أضاء فكرنا، وهمته أثلجت صدرنا، وطموحه زاد فخرنا؛ فشكراً أيها الشاب الاستثنائي، استحضرت معك وبك الكثير، وتعلمت منك الكثير؛ فلك خالص التقدير.