2020-01-12
للشخصيات العامة، وخاصة التي تتمتع برمزية عالية ذات طابع كوني، سحر حضورها الرسمي، الذي يتجلى في مجموعة ممارسات بروتوكولية مدروسة بدقة وعناية للحفاظ على مكانتها في التسلسل الهرمي للمجتمع. ومن بين أهم الشخصيات، التي صنعت التاريخ البشري هي شخصية بابا الفاتيكان. هذا المنصب الذي لم يدانه أي منصب آخر لمدة قرون من الزمن. حيث تتعلق مسؤوليته ليس بتتويج الملوك والأباطرة وتطويب القديسين، وإنما تمتد إلى تدخله في الحياة الدنيوية والأخروية لأتباعه.
في فيلم (البابوين) الذي تعرضه شبكة نتفلكس، يتجرد هذا الرمز الكبير عن كل ما يمنحه إياه العنوان.
تدور أحداث الفيلم عقب وفاة البابا جون بول الثاني، حيث يجتمع كرادلة الكنيسة الكاثوليكية في كاتدرائية القديس بطرس لانتخاب خلف له. يتنافس على اللقب الكاردينال جوزيف راتسينغر مع الكاردينال خورخي بيرغوليو ليفوز الأول، أما الثاني فهو قس أرجنتيني سيحمل فيما بعد لقب البابا فرنسيس الأول في تحول دراماتيكي لم تشهده الكنيسة منذ 700 عام.
الفيلم من النوع الذي يعتمد الحوار والصورة المركزة على ملامح الشخصيات، بغية الخروج بهم من هالة البابوية إلى بشريتهم الطبيعية. أشبه بالسيرة الذاتية بكثافة درامية مشوقة، تكشف السطوع الإنساني في الفرد وهو أعزل من كل ألقابه وعناوينه العظيمة، ومجرداً من سلطته ونفوذه. يتحرك في الظلام، يحدق في الأشياء المنسية والمهملة. يجلس للحوار مع سلفه، بينما يعمد المخرج إلى إظهار لوحة للفنان الإسباني غويا من مرحلة رسومه التي عرفت بالسوداء. يخوضان بعد قليل حوارات لطيفة مع إطراءات تخص الموسيقى وكرة القدم والبرامج التلفزيونية المنوعة، ينزلق الحديث من المقدس إلى اليومي، ويبدوان كصديقين حميمين طيبين بلا حيلة.
في المشاهد الأخيرة التي تخص الاعتراف، يتجردان من قدسيتهما ويباشران قص خطاياهما مثل عجوزين آثمين مع انكسار مهيب وتشظٍ روحي. يغمرهما المخرج بضوء الشمس المتسلل من النوافذ. هناك وبعيداً عن رمزية الأبهة البابوية، تسقط رغماً عنك في حب الإنسان، وتغض النظر عن معنى الاعترافات الخطيرة لكل منهما.
في هذه الفيلم، الذي أخرجه فيرناندو ميريليس، وأدى دوري البطولة فيه المخضرمان أنتوني هوبكنز وجوناثان برايس، لا يمكنك إلا أن تفكر بالإنسان كما هو، معزولاً عن نفوذه وسلطته وشبكة البروتوكولات المهيبة التي تحيط بحياته. الإنسان كما هو قبل أن يكون رمزاً.
في فيلم (البابوين) الذي تعرضه شبكة نتفلكس، يتجرد هذا الرمز الكبير عن كل ما يمنحه إياه العنوان.
تدور أحداث الفيلم عقب وفاة البابا جون بول الثاني، حيث يجتمع كرادلة الكنيسة الكاثوليكية في كاتدرائية القديس بطرس لانتخاب خلف له. يتنافس على اللقب الكاردينال جوزيف راتسينغر مع الكاردينال خورخي بيرغوليو ليفوز الأول، أما الثاني فهو قس أرجنتيني سيحمل فيما بعد لقب البابا فرنسيس الأول في تحول دراماتيكي لم تشهده الكنيسة منذ 700 عام.
الفيلم من النوع الذي يعتمد الحوار والصورة المركزة على ملامح الشخصيات، بغية الخروج بهم من هالة البابوية إلى بشريتهم الطبيعية. أشبه بالسيرة الذاتية بكثافة درامية مشوقة، تكشف السطوع الإنساني في الفرد وهو أعزل من كل ألقابه وعناوينه العظيمة، ومجرداً من سلطته ونفوذه. يتحرك في الظلام، يحدق في الأشياء المنسية والمهملة. يجلس للحوار مع سلفه، بينما يعمد المخرج إلى إظهار لوحة للفنان الإسباني غويا من مرحلة رسومه التي عرفت بالسوداء. يخوضان بعد قليل حوارات لطيفة مع إطراءات تخص الموسيقى وكرة القدم والبرامج التلفزيونية المنوعة، ينزلق الحديث من المقدس إلى اليومي، ويبدوان كصديقين حميمين طيبين بلا حيلة.
في المشاهد الأخيرة التي تخص الاعتراف، يتجردان من قدسيتهما ويباشران قص خطاياهما مثل عجوزين آثمين مع انكسار مهيب وتشظٍ روحي. يغمرهما المخرج بضوء الشمس المتسلل من النوافذ. هناك وبعيداً عن رمزية الأبهة البابوية، تسقط رغماً عنك في حب الإنسان، وتغض النظر عن معنى الاعترافات الخطيرة لكل منهما.
في هذه الفيلم، الذي أخرجه فيرناندو ميريليس، وأدى دوري البطولة فيه المخضرمان أنتوني هوبكنز وجوناثان برايس، لا يمكنك إلا أن تفكر بالإنسان كما هو، معزولاً عن نفوذه وسلطته وشبكة البروتوكولات المهيبة التي تحيط بحياته. الإنسان كما هو قبل أن يكون رمزاً.