الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

أشباح «برادبيري».. ومتعة الكتابة

أشار الروائي الأمريكي راي برادبيري (1920 - 2012) إلى: «أن أهم العناصر في تكوين الكاتب، العناصر التي تشكل مادته، الحرص على لذته، وأن يهتم بمتعته.. إذا كنت تكتب بلا لذة، بلا متعة، بلا حب، بلا لهو، فأنت نصف كاتب فقط، هذا يعني أنك مشغول جداً بإبقاء عينك على السوق، أو أنك تنصت بأذن واحدة لما تقوله النخب الطليعية. هذا يعني أنك لا تكون نفسك.. أنت حتى لا تعرف نفسك».‍

هذه إحدى نصائح الروائي الأمريكي راي برادبيري في كتابه «الزن في فن الكتابة»، تُرجم الكتاب إلى اللغة العربية، من قبل مجموعة من المترجمين المتطوعين ضمن مشروع تكوين للكتابة الإبداعية.‍

علاقة راي برادبيري بالكتابة بدأت في سن الـ12، واستمرت بروتين يومي، في صباح يوم الاثنين يكتب المسودة الأولى للقصة الجديدة، ويوم الثلاثاء يكتب المسودة الثانية للقصة، وفي يوم الأربعاء يكتب الثالثة، ويوم الخميس الرابعة، ثم الخامسة يوم الجمعة، ويرسل المسودة السادسة المنقحة ظهر السبت.‍


برادبيري، يعد أفضل من اتخذ من الخيال العلمي محوراً للعديد من نتاجاته الروائية، ففي عام 1923 تحقق حلمه الأول ونشر قصته «البحيرة»، مقابل 20 دولاراً في مجلة «قصص غريبة».‍


كان مغرماً بقراءة كتب الأشباح التي كتبها عمالقة الأدب من أمثال: هنري كونتر، وإدغار آلان بو، وحاول أن يكتب قصصاً تحت تأثير أدبهم، وفي الـ12، عندما تم إهداؤه لعبة آلة طابعة في عيد الميلاد.. ترك المدرسة 8 سنوات، وباع الصحف في زاوية أحد شوارع لوس أنجلوس. ‍

بدايته مع الكتابة كانت في علية البيت بعد منتصف الليل، حيث كتب قصصاً غير تقليدية عن الأشباح والأماكن المسكونة.. عن أصدقاء غرقوا في البحر وأشياء معبأة في زجاجات ومصاصي الدماء، ومن العلية انتقل إلى غرفة الجلوس، ثم إلى الباحة الأمامية في ضوء الشمس.‍

في عام 1945، أي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وصفه صديقه بالجبان لامتناعه عن إرسال قصصه التي يعلوها الغبار للنشر، أما سبب امتناعه فيعود إلى رفضها لأكثر من مرة من قبل عدة مجلات.‍

وعندما كتب روايته الأشهر «فهرنهايت451»، لم يكون يعلم بأنه يقوم بكتابة رواية من روايات «الدايم»، أي تلك التي تكتب بسرعة وتوزع بأعداد كبيرة، إذ كلفته كتابة المسودة الأولى 9 دولارات و80 سنتاً في ربيع عام 1950.