2020-01-19
لعلَّ الإعلاميين هم أكثر الناس حاجة إلى الأخلاق، وهناك مفهومان للأخلاق: الأخلاق بمعنى ethics (الأخلاقيات)، والأخلاق بمعنى (morality)، فالأخلاق بالمعنى الأوَّل تُعرَّف بأنها: «نوع من البحث يسعى للوصول إلى تسويغات منطقية (عقلانية) لتصرُّفاتنا عندما نكون أمام قيـم (أخـلاقية) متعارضة»، فهي تُعنَى بطرح أسئلة أخلاقية تساعدنا في الوصول إلى قرار أخلاقي من بين عدة خيارات (قِيَم) متعارضة لكل منها مسوغاته الأخلاقية، أما الأخلاق بالمعنى الثاني، فتَعنِي عموماً «مجموعة المعتقدات السامية التي نحمِلها والتي تساعدنا على معرفة الخير والشر».
والفرق بينهما هو أننا في المفهوم الأول نبحث في أصول الأخلاق والأسباب التي تجعل الخير خيراً والشر شراً وذلك لاتخاذ قرار أقوَم من بين قرارات أخلاقية متعارضة، أما في المفهوم الثاني فإنَّنَا لا نسأل عن صِحَّة القيم الأخلاقية، بل نُسلِّم بها، فكلُّ إنسان يُدرك أنَّ الكذب والسب وتزييف الحقائق تُنافي الأخلاق الفاضلة.
لكن تُوجد منطقة رمادية يجد فيها الإعلاميُّ نفسَه أمام مجموعة من القِيَم المتعارضة التي تُحَتِّم عليه طرحَ عدد من الأسئلة للخروج من مأزق أخلاقي، أي للوصول إلى الاختيارِ الأصوب. فما معيار ذلك؟.
لا بُدَّ من وجود مبادئ أساسية (أخلاقيات) تكون مَرْجِعاً لهذا الاختيار حتى لا يكون تَعَسُّفِياً، أي لا بُدَّ من (بوصلة أخلاقية) تُحدِّد لنا الطريقَ الصحيح، وتُساعدنا على ذلك مواثيقُ الشرف الوطنية والإقليمية والدولية التي تنظم مهنة الإعلام، فالإعلاميون مدعوُّون إلى البحث عن هذه البُوصَلَة الأخلاقية في المواقف التي تتعارض فيها القِيَم والمصالح، فإذَا رأى صحافيٌّ شخصاً يسرق تفاحةً من مَحَلٍّ تجاري، هل يفضحه؟، «الأخلاق» تقول إنَّ السرقَة شَرٌّ تَجِبُ محاربته، لكن «الأخلاقيات» تتساءل: هَل الضرر الذي يَلْحَق المجتمعَ في هذه الحالة أكبرُ من الضرر الذي يَلحق السارق أم العكس؟، إنَّ الموازنة بين الأخلاق والأخلاقيات مطلوبة في مثل هذه الحالة، وفق الظروف المحيطة بعمل الصحافي.
وإنَّ مراعاة الأخلاق وأخلاقيَّات المهنة والموازنةَ بينهما هي من صميم مهنة الإعلام، لكن يبدو أنَّ بعض الصحافيين – ولا يجوز التعميم – لا يهتمون بالجوانب الأخلاقية، ولا يُراعون بعضَ الْمُثُل كالأمانة والصدق والمسؤولية؛ بل يُخْضِعُ الأخلاقَ وأخلاقيَّات المهنة لأغراض نفعية شخصية.
وفي المنطقة الرمادية المشار إليها تَتَداخل القِيَم وتتعارض، لذلك يَجِب أن يحرص الإعلاميُّ على مَزيد من البحث، وَوَزْنِ الأمور بميزان العدل والإنصاف.
والفرق بينهما هو أننا في المفهوم الأول نبحث في أصول الأخلاق والأسباب التي تجعل الخير خيراً والشر شراً وذلك لاتخاذ قرار أقوَم من بين قرارات أخلاقية متعارضة، أما في المفهوم الثاني فإنَّنَا لا نسأل عن صِحَّة القيم الأخلاقية، بل نُسلِّم بها، فكلُّ إنسان يُدرك أنَّ الكذب والسب وتزييف الحقائق تُنافي الأخلاق الفاضلة.
لكن تُوجد منطقة رمادية يجد فيها الإعلاميُّ نفسَه أمام مجموعة من القِيَم المتعارضة التي تُحَتِّم عليه طرحَ عدد من الأسئلة للخروج من مأزق أخلاقي، أي للوصول إلى الاختيارِ الأصوب. فما معيار ذلك؟.
لا بُدَّ من وجود مبادئ أساسية (أخلاقيات) تكون مَرْجِعاً لهذا الاختيار حتى لا يكون تَعَسُّفِياً، أي لا بُدَّ من (بوصلة أخلاقية) تُحدِّد لنا الطريقَ الصحيح، وتُساعدنا على ذلك مواثيقُ الشرف الوطنية والإقليمية والدولية التي تنظم مهنة الإعلام، فالإعلاميون مدعوُّون إلى البحث عن هذه البُوصَلَة الأخلاقية في المواقف التي تتعارض فيها القِيَم والمصالح، فإذَا رأى صحافيٌّ شخصاً يسرق تفاحةً من مَحَلٍّ تجاري، هل يفضحه؟، «الأخلاق» تقول إنَّ السرقَة شَرٌّ تَجِبُ محاربته، لكن «الأخلاقيات» تتساءل: هَل الضرر الذي يَلْحَق المجتمعَ في هذه الحالة أكبرُ من الضرر الذي يَلحق السارق أم العكس؟، إنَّ الموازنة بين الأخلاق والأخلاقيات مطلوبة في مثل هذه الحالة، وفق الظروف المحيطة بعمل الصحافي.
وإنَّ مراعاة الأخلاق وأخلاقيَّات المهنة والموازنةَ بينهما هي من صميم مهنة الإعلام، لكن يبدو أنَّ بعض الصحافيين – ولا يجوز التعميم – لا يهتمون بالجوانب الأخلاقية، ولا يُراعون بعضَ الْمُثُل كالأمانة والصدق والمسؤولية؛ بل يُخْضِعُ الأخلاقَ وأخلاقيَّات المهنة لأغراض نفعية شخصية.
وفي المنطقة الرمادية المشار إليها تَتَداخل القِيَم وتتعارض، لذلك يَجِب أن يحرص الإعلاميُّ على مَزيد من البحث، وَوَزْنِ الأمور بميزان العدل والإنصاف.