الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

الحرب الليبية.. والإعلام الرقمي

دعا أحد الليبيين ( يدعى أسامة) من خلال صفحته على الفيس بوك إلى جمع توقيعات لمقاضاة بعض المذيعين والمهتمين بالشأن الليبي من سياسيين ومحللين، يتصدرون القنوات الفضائية الليبية بسبب خطابهم التحريضي ضد الأشخاص والمدن والعائلات، والسبب في مطالبة أسامة أن فحوى خطابهم الإعلامي جنحة وبه ما يرقى إلى جناية في حق الليبيين حسب القانون الليبي.

وطالب آخرون الحكومات الليبية بتقديم شكوى رسمية للبلدان التي يقيم بها الذين يبثون خطاب الكراهية والإشاعات من خلال الفضائيات، لما هذا الخطاب من تداعيات خطيرة على الشارع الليبي.

وفق آخر تقديرات إدارة «فيسبوك» أن هناك خمسة ملايين مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي، وصفحات نشطة تتجاوز الملايين الأربعة، بنسبة 62% من مجموع أعداد الليبيين البالغ ستة ملايين نسمة، أرقام بقدر ما فيها من إيجابية وتفاعل المجتمع الليبي مع التطور السريع الذي تشهده وسائل الاتصال المختلفة، بقدر ما تثير بعض المخاوف.


فقد وجد أن خطاب الكراهية يلقى رواجا كبيرا وخطيرا في عدد من وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية، وصفحات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي كانت له نتائج وخيمة في تعقيد الأزمة الليبية، وفي استمرار أعمال العنف والثأر وتصفية الحسابات، إلى جانب الاصطفاف السياسي والجهوي والمناطقي، بل ووصل الضرر إلى مستوى العائلات والأفراد.


ويسجل قاموس خطاب الكراهية ــ بحسب تقارير بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ــ مزيدا من المفردات والتوصيفات والنعوت، التي تكرس هذا الخطاب، ليصبح أحد الأسلحة الفتاكة في حروب الليبيين بين بعضهم البعض، والأخطر هو الآثار التي سيخلفها هذا الخطاب، في احداث شرخ في نسيج المجتمع، لا يمكن معرفة الوقت الذي يحتاجه ليلتئم.

هنا نتساءل: هل كان العالم الكندي مارشال ماكلهن يعتقد ـ عندما تنبأ أن العالم سيصبح قرية عالمية صغيرة بسبب التطور الهائل في وسائل الاتصال ـ أن هذا التطور الكبير سيسبب انقسامات سياسية واجتماعية وحروبا دامية على الأرض ما؟، وهل ستتحول بذلك المنصات الاجتماعية والفضائيات التليفزيونية ومحطات الراديو إلى ساحات لحرب موازية؟، يكون السلاح المستخدم فيها والأخطر هو خطاب الكراهية المؤجج لمزيد الخلاف، الأمر الذي يتطلب وضع تشريعات وآليات مناسبة لرصد المحتوى غير الملائم في إعلامنا الليبي.