2020-02-01
تضمن كتاب الروائية الكندية مارغريت أتوود «مفاوضات مع الموتى: تأملات كاتب حول الكتابة»، ترجمة عزة مازن، مجموعة من المحاضرات الأدبية محورها الكاتب والكتابة والقارئ، ألقتها في جامعة كامبريدج عام 5002، وفيه تعترف المؤلفة بأن الكتاب ليس عن الكتابة.. إنه عن الموقف الذي يجد الكاتب نفسه فيه، والذي قلما يختلف من كاتب لآخر. وتتساءل الروائية أتوود عن الكتابة: هل هي نشاط إنساني أم أنها تكليف إلهي، أم مهنة، أم عمل مضجر نؤديه من أجل المال أو لعلها فن؟، ولماذا يشعر كثير من الناس أنهم مجبرون على أدائها؟، وكيف تختلف عن الرسم مثلاً؟، وكيف ينظر من يقومون بذلك العمل إلى أنفسهم؟ وتعترف أتوود ـ المولودة في أوتاوا بكندا، في 81 نوفمبر9391 ــ تعترف أنها عندما عرضت عليها جامعة كامبريدج إلقاء محاضرات في الأدب بدا لها الأمر شديد البساطة والسهولة، ولكن كلما دنا وقت تقديم هذه المحاضرات، تقول: «خَبَتْ فرحتي».. لماذا؟.. كانت تظن بما أنها كاتبة، تمارس الكتابة فحتماً لديها ما تقوله، ولكن كلما أمعنت التفكير في ذلك ازداد الأمر صعوبة. هناك 3 أسئلة يطرحها الكُتاب على أنفسهم أو يطرحها عليهم القراء حسب أتوود، وهي: لمن تكتب؟ لماذا تفعل ذلك؟ من أين تأتي تلك الكتابة؟ فلو حاولنا الإجابة عن سؤال واحد، وهو:«لماذا تفعل ذلك؟»، فسنجد مصدر هذه الإجابة كما تقول أتوود كلمات الكُتاب أنفسهم، فهي مأخوذة عن تلك المصادر المشكوك فيها مثل المقابلات الصحافية والسير الذاتية، ولكنها أيضاً تسجيلات حية من حوارات تمت في الأقسام الخلفية من محال بيع الكتب قبل احتفالات التوقيع، وأيضاً مصدرها كلمات الكُتاب في الأعمال الروائية، وإن تنكر هؤلاء في هيئة رسامين أو مؤلفي موسيقى. وتتحدث أتوود عن المثلث الخالد: الكاتب والقارئ والكتاب، وعن علاقة بين اثنين يجهل كل منهما الآخر ولكن يتصلان عبر الصفحة، وهنا تطرح الأسئلة التالية: لمن يكتب الكاتب؟ ما وظيفة الكتاب؟ أين يكون الكاتب أثناء قراءة القارئ للكتاب؟ إجابات هذه الأسئلة، كما تقول أتوود، تتركز في أن الكاتب يكتب للقارئ العزيز، يكتب للقارئ المثالي الذي يوجد في مكان ما من سلسلة متصلة الحلقات، وقد يكون هذا القارئ المثالي أي شخص على الإطلاق، لأن فعل القراءة غالباً ما يكون مفرداً مثله مثل فعل الكتابة.