الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

التشكيل الليبي كما يراه«معيتيق»

في كتابه «مكامن الضوء» يقدم الكاتب والفنان التشكيلي عدنان بشير معيتيق، قراءات حول تجارب تشكيلية ليبية معاصرة، رغبة منه في تقديم إضافة تليق بالتشكيل الليبي، الذي يعاني نقصا في التعريف برواده ومدارسهم التشكيلية، واسهاماتهم في نقل التقاليد والعادات والثقافة عبر سردهم البصري.

يقدم عدنان معيتيق في الكتاب سبعة وعشرين فنانا تشكيليا، ويمكن للقارئ أن ينظر للكتاب كمعرض فني، ومرجع لأسماء مهمة شكلت التجربة التشكيلية في بلادنا.

من ضمن الأسماء التي شغلت حيزا من الكتاب الفنان التشكيلي الطاهر الأمين المغربي، الذي تستدعي لوحاته مفردات من الذاكرة الشعبية والحياة اليومية.


وتشير قراءات الكتاب أن التشكيلي توفيق العويب فنان غير متذبذب وله منهج خاص به بعد أن تخلص من تأثيرات بيكاسو في أعماله الأولى، ومن الملفت للانتباه أن الإنسان هو الأكثر حضورا في لوحات توفيق العويب خصوصا الأنثى.


ووصف معيتيق أعمال الفنان رضوان أبوشويشة بالأشياء الغائرة في ذاكرة الوطن، فكائناته نشعر بوجودها ولا ندركها، فهي كالأثر على جدران الروح خربشات وخطوط واهية، بالكاد تظهر في بقع من جمر.

أما الفنان علي عمر الرميص فهو يؤسس لذاكرة جديدة يستلهم مفرداتها من الموروث الحضاري العربي الإسلامي، مع تطوير أدوات التعبير عنده بالعمل والبحث والتجريب المتواصل.

ويرى عدنان معيتيق أن الفن التشكيلي النسائي في ليبيا بدأت تتبلور ملامحه الجادة منذ فترة ليست بالقصيرة، فهذه لوحات الفنانة نجلاء الفيتوري ترسم الأحلام ووطن الأمل بروح التجديد، فائقة الحس بمباني الاسمنت وبيوت الطين معا، للحاضر بكل تناقضاته وللماضي بكل تفاصيله.

أما الفنانة حميدة صقر، فالرسم عندها بمثابة الخروج من الصمت إلى الكلام، فالأسود في زوايا اللوحة لا حياة فيه بفعل كثافته، حيث يتصارع النور الكامن في مفردات اللوحة مع قتامة سواده في حركة ديناميكية متوافقة مع تكوينات طازجة بفعل حركة الخطوط المتصلة وكأنها تبدأ ولا تنتهي.

هذا الكتاب ليس كل شيء عند الفنان عدنان معيتيق بل هو جانب من جوانب مشروعه الكبير في التوثيق للفن التشكيلي في ليبيا، والصعوبات التي تواجه الباحث في تاريخ الفنون التشكيلية تتمثل في قلة التوثيق والمعلومات في هذا المجال، وقد يعود ذلك حسب التشكيليين إلى عدم جدية المؤسسات الثقافية في التعامل مع الفنون.