الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الرواية.. وتسرّب الخيال

يحاول الناقد هيثم حسين في كتابه (الرواية والحياة) الخوض في قضايا مفصلية خاضت فيها الرواية، ويضم الكتاب عدداً من الدراسات هي: الرواية والتاريخ، نبش في شغف الروائيين بالتاريخ واستيحاؤهم منه، ورؤيتهم له، الرواية والسيرة الذاتية، وكشف عن تلصص أدبي تخلل كثيراً من الأعمال التي امتحت من الذاكرة، الرواية والمغامرة، خوض في قضايا التهميش والعنف والمستقبل، الرواية والرقص، استعراض مشاهد من واقع الرواية والحياة، الرواية والتخييل، التخييل باعتباره أحد أسرار الفن الروائي، الرواية والجوع، تحليل للكيفية التي عالج بها بعض الروائيين قضية الجوع في أعمالهم.

هيثم حسين يرى أن الرواية حياة أدبية، بل هي تصوير لحيوات كثيرة، وهي معترك حياة الشخصيات، ومسرح الوقائع والمجريات، وقد تكون هي الكلمة الصادقة الأكثر تعبيراً عن الحياة، عبر استعراضها وتقديمها حيوات عديدة.

ويرى الكاتب أن كثيراً من الروائيين استثمروا التاريخ في أعمالهم أو كان خلفية زمنية ومكانية لها، أمثال: الكندي ميشيل ترامبليه، والأفغاني خالد حسيني والمصري يوسف زيدان، واللبناني ربيع جابر، والسورية لينا هويان الحسن، وهنا لابد أن نسأل: إن صح أن الروائي هو مؤرخ العصر بامتياز.. فهل يطلب منه أن يتحلى بمصداقية المؤرخ وموضوعيته، أم أن الرواية تفسح له المجال للتلاعب بالتفاصيل؟ من المعروف أن النصوص الإبداعية المعتمة بالتاريخ قد تكون محل سجال وتشكيك ومقاضاة، ورغم ذلك يطرح الكاتب سؤاله: هل يعاود الروائي الرجوع إلى التاريخ هروباً من واقع مأزوم أم بحثاً عن بؤر تختزن الغريب واللامألوف؟


واعتبر هيثم حسين الخيال متسرباً في أغلبية الروايات حتى في تلك الموسومة بشديدة الواقعية، والتخييل المصاحب يمنح الوقائع والشخصيات أبعاداً مختلفة، حيث يكون التخييل في معظم الحالات فرحاً وحزناً وتصويراً وتوصيفاً، لذلك فالتخييل في الرواية موازٍ للوصف، ينهض بوظائف كبرى.. وبحسب ما طرح في الكتاب من أن الرواية لا تنأى بنفسها عن الخوض في أي من المواضيع التي تشكل ظاهرة في المجتمع.


ويستعرض الكاتب في هذه الدراسة كيف ناقش الحائزون على جائزة نوبل للرواية الجوع في أعمالهم، أمثال كنوت هامسون وروايته (الجوع)، وجان ماري لوكلوزيو صاحب رواية (لازمة الجوع)، وهيرتا موللر صاحبة رواية (أرجوحة النفس).

ويقف الناقد هيثم حسين في الكتاب موقف المدافع عن الرواية تجاه من ينادون بلا جدوى من الراوية كونها تعتبر متعة يمكن تأجيلها أو حتى إلغاؤها.