الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الفن.. والإدراك

قبل 20 سنة أو أكثر بقليل، كان عدد القنوات المتاحة للمشاهد العربي قليلاً جداً مقارنةً بعددها اليوم، لكن الأعمال المُقدمة من خلالها عالية الجودة، ومنتقاه بعناية فائقة، وتحظى باهتمام الجميع.

الشهد والدموع.. رأفت الهجان.. ليالي الحلمية.. ضمير أبله حكمت.. نهاية رجل شجاع.. باب الحارة.. طاش ما طاش.. حاير طاير.. أعمال جميلة عرضت منذ سنوات طويلة، وما زلنا نتذكرها وأثرها حتى اليوم. لماذا يا ترى خلدت في ذاكرتنا الجمعية طوال هذه المدة، في حين لا نعرف شيئاً عن أعمال تعرض الآن؟.

هناك سببان من وجهة نظري، هما: الجودة النسبية، والمواءمة الزمنية.. فالعمل الجيد ينال استحسان الناس، والعمل المتكيف مع ظروف زمنه يخلد في الذاكرة.


القريب من الأوساط الفنية العربية، يعلم جيداً أن مستويات الإدراك لديها متفاوتة إلى حدٍ كبير، وأن مدى إيمان كل وسط بالفن يختلف عن الآخر، فثمة من ينظر إلى الفن على أنه جزء أساسي من ملامح الوجود الإنساني، وثمة من يراه أنه مجرد أداة للترفيه ووسيلة للشهرة، والكسب السريع.


من تابع الدراما الرمضانية السورية قبل 10 سنوات تقريباً، يلاحظ على الفور أن مستوى الإدراك لقيمة الفن لدى القائمين عليها في تلك الفترة كان في أعلى درجاته، فتمخض عن أعمال عظيمة، لا يمكن أن تنسى.

ومن يتابع الدراما الرمضانية المصرية اليوم، يلاحظ على الفور أنها بدأت مرحلة الحصاد بعد سنوات طويلة وصعبة من التجريب.

أما الدراما الخليجية، فحالها مختلف، والحديث عنها يطول، ولنا معها وقفة أخرى.