السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

مستقبل الإستراتيجيات الإعلامية

إن حتمية الدور الإعلامي في المستقبل بعد كورونا، تنبع من الاقتناع بأن قوة الإرادة، وذكاء إدارة الأزمات، هما: المالكان الوحيدان لقوة التغيير في الواقع الاجتماعي بعد الأزمة، والرؤية المتفائلة لوسائل الإعلام يجب أن تشيد بالتغيير المقبل، وتحوله إلى فائدة إيجابية للإنسانية، شريطة أن تكثف العمل على محاصرة السلبية النابعة من الأزمة، بكل طاقاتها لرفع الوعي بالإنسانية.

ففي ضوء تفاقم الأزمات في مختلف جوانب الحياة، وعلى جميع المستويات المحلية والإقليمية والدولية في العقود الأخيرة، ومع ظهور جائحة كورونا، طفح الإعلام ودوره على السطح بكل وسائله التقليدية والجديدة، محلية أو إقليمية، دولية، خاصة أو رسمية، فيما يسمى بعصر الانشطار الإعلامي، فأصبحت ركيزة أساسية لمواجهة واحتواء الأزمات.

ولكن أظهرت الكيفية التي تعامل بها الإعلام مع أزمة كورونا في العديد من دول العالم أن هناك العديد من التحديات التي تؤثر على قيامه بدوره المنوط به في هذا السياق، أهمها: الشائعات والحملات المغرضة التي تجد رواجاً وقابلية للتصديق، خاصة مع حالة الغموض والجدل المصاحبة للفيروس، وكيفية مواجهته والتعامل معه حتى اللحظة.


وعلى سبيل المثال، أظهرت وسائل الإعلام الأمريكية على وجه الخصوص فشلاً كبيراً في بداية الأزمة، عندما فقدت المصداقية بين فوكس نيوز، التي كانت تروج لكل ما خرج من بين شفاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بينما فقدت شبكة CNN السيطرة تحت براثن البيت الأبيض، بصد وطرد مراسليها، ورفض تزويدهم بالمعلومات، الأمر الذي جعها ضائعة!


وأصبح مما لا شك فيه أن عملية إدارة الأزمات تتطلب توافر وسائط إعلامية متخصصة في أي مجال علمي، له قواعده ونظرياته وأسسه وآلياته واستراتيجيته للتعامل مع مثل هذه الأزمات، لذا ينبغي على المؤسسات الأكاديمية والبحثية والمؤسسات السياسية والدبلوماسية رعاية وسائل إعلام الأزمات، وعلى القيادة العليا في معظم الدول أن تهتم بهذا النوع من الإعلام وحمايته من المواجهة القانونية.

ولتهدف الاستراتيجيات الإعلامية بعد كورونا إلى تقنين أدوار مستويات الإعلام في إدارة الأزمة من خلال وضع تصورات ورؤى تتمثل في تشكيل قطاعات إعلامية تعنى بالأزمة، مع وضع خطط وقائية للتعامل مع الشائعات والقضاء عليها، وتزويد الجمهور بالحقائق التفصيلية بشكل مباشر، وتعميقها ودمجها في تغطية جوانبها المختلفة، وضبط النفس والتعامل بموضوعية مع أجهزة الرأي العام، وغرس قيم المرونة وروح الأمل.