الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

آفاق التواصل العربي ـ الهندي

نحن الهنود من الأساتذة والأكاديميين والطلاب المهتمين باللغة العربية وآدابها في مختلف الجامعات الهندية، عانينا طويلا من العزلة وقلة التواصل مع المثقفين والمبدعين العرب، وكنا نحس بنقص كبير في اعتناء الجهات العربية الحكومية وغير الحكومية بدعم نشر الثقافة العربية في الهند، وتعذر على دارسي اللغة العربية وآدابها الوصول إلى المنشورات والدوريات في الشعر والقصة والمسرحية والنقد، بسبب قلة التفاعل مع المثقفين والمبدعين العرب، وأتذكر حين كنت طالبا في الماجستير أننا كنا نحصل على نسخ قديمة من جريدة الأهرام أو الشرق الأوسط ونحتفظ بها ككتاب مقدس.

بظهور الثورة الرقمية من خلال الإنترنت أخذ الاعتماد على المنشورات الورقية يتقلص يوماً فيوماً، حيث باتت الصحف والجرائد والمجلات العربية تنشر إلكترونيا، ومعه أضحى من الممكن تصفحها من أي مكان في العالم، مع توفر النصوص الأدبية وغيرها بنسخ الكترونية للتحميل على صيغة بي دي أف.

ومع كل ذلك بقيت مسألة التواصل مع المبدعين والمثقفين العرب أمرا شائكاً للمهتمين بالثقافة العربية في الهند، فمع بداية العقد الثاني من القرن الجاري أخذ الأساتذة الهنود يشاركون في مؤتمرات دولية في العالم العربي والعرب بدورهم يشاركون في المؤتمرات الهندية، وفُتح بذلك باب جديد للتواصل الثقافي بين الهند والعالم العربي.


واليوم، إنه زمن الحجر الصحي والانغلاق على النفس في البيوت لكن هناك انفتاح أخر على العالم الرقمي بانفتاح منصات افتراضية لإقامة ندوات يشارك فيها المبدعون والمثقفون العرب، ومنذ مطلع أبريل إلى هذا اليوم عقد حوالي 20 ندوة افتراضية حاضر فيها كبار الشخصيات من شعراء وأدباء ومبدعين ونقاد من شتى البلدان العربية.


وفي 27 مايو الجاري استضفتُ بجامعتي في ندوة افتراضية عن الرواية العربية المعاصرة، كلا من المبدع الجزائري عبد الوهاب عيساوي الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية، والناقد المصري البارز شريف الجيار والناقدة اللبنانية رفيف رضا صيداوي، الذين ألقوا محاضراتهم والتي لاقت تجاوبا حماسيا من المشاركين من أنحاء العالم وتجاوز عددهم 300 مشاركاً.

يذكر أن أكاديمية التميز بالهند التي يديرها الدكتور صابر نواس أحرزت السبق في عقد مؤتمرات افتراضية تجاوز عددها 10 ندوات، كما عقد قسم اللغة العربية في جامعة جواهر لال نهرو أربع ندوات افتراضية، وشرعت الجامعات الأخرى أيضا في عقد ندواتها.

وحقاً، إن فيروس كورونا يغير عالمنا بطرق غير مألوفة بما فيها طرق التعليم عن بعدٍ، ويفتح آفاقاً رحبة للتواصل الثقافي عبر الفضاء الإلكتروني.