الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

ليبيا.. الحرب وصُنّاع المحتوى

تقول الكاتبة الأمريكية سوزان سونتاغ: «لا نستطيع أن نتخيّل كم هي الحرب مخيفة، مرعبة، وكيف تصبح شيئاً عادياً.. لا نستطيع أن نفهم.. لا نستطيع أن نتخيل».

لقد أصبحت الحرب الليبية بكل تفاصيلها البشعة جزءاً من يومياتنا، لذلك قد يكون من الطبيعي جدا أن يكون من مهام الفن الفوتوغرافي والتشكيلي والكاريكاتيري وفن الغرافيتي والدراما والسينما توثيق مشاهدات الدمار والخراب والنزوح وتأثيرها النفسي والاجتماعي والبيئي والاقتصادي والسياسي.

هنا سأكتب عن مشاريع وثائقية لصناع محتوى ليبيين، حاولوا تسليط الضوء على ما يحدث بشكل يومي في بلادهم من خلال الفن، إذ قدَّم المخرج سراج يوسف فيلماً بعنوان «خلف المساجد»، عن أضرحة ومزارات تاريخية تنتهك وتدمر في صراع غير واضح المعالم، وهذا الفيلم الوثائقي القصير يدور حول النزاع القائم في ليبيا منذ أحداث 2011 بين التيار الصوفي والتيار السلفي، يوثّق الانتهاكات التي تطال المساجد، الأضرحة، الزوايا، والذاكرة الجماعية والتاريخية والمحتمل نسيانها.


أما فيلم «لمَّة الأحباب» للمخرج بشير أبوالقاسم بشير، فإنه يتحدث عن دور الفنون الشعبية في إعادة لمّ الشمل وتحقيق المصالحة، ورغم انتقاد البعض للعروض الفنية بسبب حالة الحرب التي تشهدها البلاد، إلا أن هذا الأمر لم يمنع أعضاء الفرقة من الاستمرار في رسم البهجة، وإقامة حفلات تهدف إلى لم شمل أبناء بلادهم من جميع المناطق، وخلق الانسجام الذي هو عنصر مهم جداً لتحقيق المصالحة.


ويتعرض فيلم «أستريا» للمخرجة وعد جحا لمسألة المساواة بين الجنسين، في شكل تجربة اجتماعية تجمع مجموعة من الناس لمناقشة الحركة النسوية، والاختلافات بين الجنسين، إضافة إلى التحديات التي تواجه النساء والرجال في ليبيا.

وبسبب تلوث دام لعشرات السنين دون الرجوع للتشريعات الدولية في المحافظة على البيئة، والمحافظة على الأهالي الذين يقطنون مدينة «إجخرة» «وهم يستنشقون الهواء ويشربون الماء ويأكلون من خيرات التربة، التي تلوثت وسببت أضراراً صحية لهم، مع استمرار المعاناة والشكاوى، وتعالي الأصوات لمساعدتهم، ولكن لا مجيب، يدور فيلم الذهب الأسود، للمخرج محمد لالي، وفي نفس السياق يتحدث فيلم تلوث أزرق، للمخرج أحمد بحيح، حيث إن هناك شخصين من طبقتين مختلفتين، أحدهما يعمل على التوعية بخصوص التلوث الناتج عن مواد البلاستيك، ويحاول المساعدة في توفير بيئة أفضل لمجتمعه عن طريق حملات توعوية، والآخر لا يهتم.