الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

إعلام الـ«تيك توك»

كنت في زيارة لبعض الولايات الأمريكية قبل انتشار فيروس كورونا، وكنت أسأل طلابنا بعض الأسئلة لمعرفة وجهة نظرهم كجيل جديد: ماذا تتابعون من الصحف والقنوات التلفزيونية؟ فكان الجواب منطقياً، لماذا أقرأ الصحف! ولماذا أتابع التلفزيون الذي يقدم أشياء لا أعرف معناها؟ في حين أستطيع معرفة المستجدات التي تناسبني من خلال تطبيقات التواصل الاجتماعي.

إجابة هؤلاء الشباب تنبهنا إلى أنه يجب أن يكون لدينا محتوى وأدوات إعلامية جديدة، لا تستطيع الصحف الورقية أو القنوات التلفزيونية تغطيتها.

وخير مثال لذلك موقع «باز فيد BuzzFeed» الذي يعتبر مؤسسة أخبار مصممة فقط لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبح لديه أكثر من 800 مليون مستخدم، 66% منهم تحت سن الـ30.


إن المؤسسات الإعلامية التي واكبت التغير جنت ثمارها، فصحيفة «واشنطن بوست» كانت من أوائل المؤسسات التي سجلت حسابها مثلاً في (تيك توك)، وبدأت في نشر القصص القصيرة، وتملك الآن أكثر من 370 ألف متابع، وقرابة 20 مليون إعجاب، ولكن ماذا عن نوعية المحتوى المقدم على حساب الصحيفة؟ قليل من ذلك المحتوى مخصص لتغطية الأخبار بطريقة فكاهية، والتي تتماشى مع الفئة العمرية المستهدفة، ولكن الأكثر رواجاً كان تلك الفيديوهات التي يمكن تسميتها «بخلف الكواليس»، حيث يتم تصوير الصحفيين والعاملين خلف شاشات الكومبيوتر وهم يحرّرون الأخبار وينشرونها عبر الموقع ويشرحون بشكل مبسط ماذا سوف يقدمون ولماذا يقدمونه.


ووفقاً لآخر استطلاع لوكالة «رويترز»، فإن المراهقين هم الفئة التي لا تفكر في شراء الصحف، ولا مشاهدة التلفزيون بتاتاً في المستقبل، لذا يمثل «تيك توك» فرصة عظيمة للناشرين لبناء علاقة تجارية مع الجيل الرقمي الذي سيصبح بعد 5 أو 10 سنوات عماد المجتمع، وسيحملون في أيديهم صناعة القرارات، وإن قرروا في يوم ما أن يستمعوا للأخبار أو يشتروا جريدة، فلن يجدوا أفضل من صحيفة تربوا على أيديها وأيدي الـ«تيك توك»، لذا يجب على مؤسساتنا الإعلامية إنشاء إدارات معنية بمواكبة سوشيال ميديا، لأنه في كل فترة تظهر تطبيقات جديدة تلغي بمميزاتها التطبيقات القديمة، ويجب تصميمها بطريقة تواكب وسائل التواصل الاجتماعي، فمن يستخدم سناب شات يمكن أن تصل إليه الأخبار بطريقة محبي سناب شات، والطريقة ذاتها لعشاق الـ«تيك توك» وهكذا، وإلا فسوف تنقرض مؤسساتنا الإعلامية قريباً.