الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

هل تختار الكتب قراءها؟

إن إعادة قراءة الكتب التي أحببناها بعد مرور 10 سنوات تحمل كثيراً من المفاجآت والحقائق الجديدة.

ويقدم المترجم أحمد الزناتي في كتابه «خزانة الكتب الجميلة» خلاصة قراءات متنوعة في الأدب الغربي، ويؤمن الزناتي بأن الكتب هي التي تختاره، حيث كل كتاب رسالة مفادها الصبر على الحياة وعدم السقوط في اليأس.

واستلهم المترجم عنوان كتابه من فقرة جميلة كان قد قرأها في مذكرات الروائي الألماني هيرمان هيسه وهو يحكي عن مكتبة جده السحرية، أو خزانة الكتب الجميلة.


ويشير الزناتي في مقاله كيف نقرأ؟ ولماذا؟ إلى أن الناقد الأمريكي هارولد بلوم يرى أنه ليس من مهام القراءة أن تسري عنّا وتواسينا بطريقة غير ناضجة، ولكن علينا إعادة قراءة ما يستحق القراءة، وما يزيد من قوتنا الروحية.


ويتحدث كتاب (رسائل الخريف) للروائي النرويجي كارل أوفه كناوسجارد عن 63 رسالة موجهة إلى ابنته الرابعة التي لم ترَ النور وقت كتابة العمل، هدفه تقديم رؤيته للعالم من خلال مجموعة من الأشياء والأحداث اليومية البسيطة، ويرى الزناتي أن الكتاب رغم شاعريته العالية وإغراقه في الذاتية، لا يضم أي حبكة روائية، ولا أحداثاً ولا شخصيات، وإنما يأخذ شكل رسائل.

وأما رواية (يوسف وإخوته) للروائي الألماني توماس مان فيصفها الزناتي بأنها من أعمق الروايات التاريخية في الأدب الحديث.

وأن الروائي الأرجنتيني ألبرتو مانغويل في كتابه الأخير(الفضول) لا يفارقه الولع بالكتب، حيث يحصي عدد الكتب التي مارست تأثيراً قوياً على شخصيته وسلوكه منذ الطفولة، حيث إن مانغويل يرى أن الأدب هو الإجابة النهائية عن كل شيء، ولكنه في الوقت ذاته، الإجابة التي لا تقول الكلمة الأخيرة، بل الإجابة التي تفتح بوابات الأسئلة.

وتطرح رواية (هيرتسوغ) للروائي الأمريكي سول بيللو فكرة أن مكافحة الإنسان للبقاء في الحياة تكمن في امتلاكه وعياً قوياً، ذلك أن الصراعات الداخلية داخل عقله ما هي إلا جزء من تكوينه كبني آدم، وهذه الرواية تلح على قارئها أن يتحلى بالصبر على وجوده وسط البشر.

ويناقش كتاب (الرواية العالمية في القرن الحادي والعشرين) للناقد آدم كيرش، بحسب أحمد الزناتي، مسألة وقوع أشهر الكُتّاب العالميين في فخ الجماهيرية، والأدب الاستهلاكي المبتذل لدرجة تمنعهم من أن يصيروا رواداً للأدب العالمي الحقيقي.