الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

راجبوت.. في فهم قيمة الحياة

استيقظت الهند على حادث انتحار الممثل الشاب سوشانت سينغ راجبوت (34 عاماً) قبل أيام مع ذهول الأوساط الفنية في مومباي عاصمة الأفلام البوليوودية.

وكان راجبوت من بين النجوم الصاعدة في سماء السينما في مومباي، فقد قدم أدواراً مبهرة في عدة أفلام لاقت نجاحاً كبيراً، وكان ممن سيقدمون تحدياً أمام هيمنة «الخانيين» والنجوم الآخرين في صناعة أفلام مومباي الذين بدأت الشيخوخة تزحف إليهم.

برهن موت راجبوت صدق المقولة «ليس كل ما يلمع ذهباً»، فقد صرح الإعلام بأنه لأسباب مجهولة كان يعاني من الاكتئاب وخضع للعلاج منه، فيما أرجعت التقارير الصحفية سبب اكتئابه إلى مشاكل مهنية لقلة عروض الأفلام الجديدة عليه ومشاكل مالية عنده.


انحدر راجبوت من أسرة متوسطة، وكان في فترته الجامعية طالباً ألمعياً، وحقق المرتبة السابعة في أعلى الامتحانات التنافسية للبكالوريوس في الهندسة على مستوى الهند، ولكنه اختار التمثيل في الأفلام البوليوودية مروراً بالتمثيل في التلفزيون، وسرعان ما صار رمزاً لنجاح «ابن الشارع» في عالم الأفلام الهندية، الذي يمثل قمة الشهرة والنجاح والإنجاز في الهند، لكن انتحاره حطم آمال الكثيرين الذين كانوا ينظرون إليه كمثال يحتذى به، حيث علق أحد المعجبين به: «إنك لم تقتل نفسك فحسب، بل قتلت آمال وطموحات ملايين الشباب الذين يعتبرونك قدوة ورمزاً للنجاح».


الحقيقة، أن مثل هذه الحوادث تحدث نتيجة العجز عن فهم حقيقة الحياة، فهي ليست اعتلاء عرش النجاح فحسب بل التعامل مع الفشل أيضاً، وكما قال وينستون تشرتشل: «النجاح ليس النهاية، والفشل ليس قاتلاً، إنما الشجاعة الاستمرار فيما يهمُّ»، والنجاح الحقيقي هو أن تمر بفشل بعد فشل بدون أن تفقد حماستك.

لعلّ هذا النجم السينمائي المنتحر لم يحظَ بصديق حقيقي يناجيه ويواسيه ويساعده في التغلب على خوائه النفسي، فالصديق هو الملجأ الذي نؤوي إليه للشعور بالراحة النفسية والبحث عن الدعم والنصيحة عند الضيق ونشاركه الأفراح والأحزان، والحقيقة أن الصديق يعمل كصمام أمان لمخاطر الحياة، وقد أنعمني الله بصديق أو صديقين أطمئن إليهما، وفعلاً أنقذاني في مواقف كثيرة صعبة في حياتي.

أما الإيمان بالله فهو الترياق الأكبر للاكتئاب النفسي الذي يقود إلى الانتحار، والمؤمن بالله لن يقدِمَ على قتل نفسه لإيمانه بأن كل ما يصيبه من مصيبة هو قضاء الله وقدره، وأن الصبر عليها يعظّم أجره، وقلبه دائماً مطمئن بذكر الله.