الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الإعلام التعليمي.. ومجتمع المعرفة

مما لا شك فيه، أن الخروج من القوقعة والانفتاح على مصادر المعلومات المتنوعة، من خلال شبكة الإنترنت، لهو أمر جيد يُفترض أن يسهم في تعزيز معارف الفرد، لكن ذلك سيعني الاهتمام بشكل أكبر بتمكين الفرد في ناحيتين جوهريتين وهما: مهارات التفكير العليا، والتربية الإعلامية. فمع مهارات التفكير العليا (التحليل، التركيب، التقييم) سيتمكّن الفرد من فحص المعلومات، التي تمر أمامه فحصاً نقدياً فهو المتحكّم في وعيه والمسؤول الأول عنه، ومع التربية الإعلامية سيتمكن الفرد من التعامل مع المعلومة إنتاجاً وإضافة باستخدام الوسائط التفاعلية المتعددة بجودة عالية، تضاهي جودة وسائل الاتصال الجماهيري، إن لم تتجاوزها إبداعاً وإتقاناً. وهنا نصنع مجتمع المعرفة القادر على «إنتاج المعرفة» بنفسه بشكل متقدّم ومنفتح، ويمكن للمبدعين بعد ذلك الانضمام إلى المجال الإعلامي المتخصص، الذي يعاني بشكل واضح من نقص في كوادره المؤهلة.
ومن ضمن مسارات الإعلام المتخصص: الإعلام التعليمي، الذي يهتم بإنتاج مواد تعليمية للأفراد بقالب رصين وجاذب، وللحق، فإن وسائلنا الإعلامية المرئية بدأت مؤخراً ببذل جهد في هذا الجانب من خلال إعداد وإنتاج برامج مناسبة لكافة الأعمار، في إطار الإعلام التعليمي، لكنه قد لا يكون كافياً، خاصة لو قورن بالمحتوى الإعلامي الغربي الغزير والمتنوع.
كما أن الإعلام التعليمي بحاجة إلى أن يلتفت إلى مجاله أيضاً، من خلال برامج تلفزيونية أو دوريات متخصصة في التعليم لتسليط الضوء على جوانبه المضيئة، ومناقشة الجوانب التي تحتاج إلى التطوير، مع استعراض تجارب عالمية ناجحة في الوقت ذاته، لخلق مقاربات تألفها كافة شرائح المجتمع، من تربويين وطلبة وأولياء أمور.