حاسوب.. من دولة بائدة

في الأسبوع الماضي قضيت وقتاً أقرأ فيه عن مشروع صُنْع حاسوب منزلي في دولة لم تعد موجودة، حيث كنت أسمع اسم يوغوسلافيا في الأخبار وأقرأ عنها في الصحف لكنها واجهت واقعاً صعباً في ثمانينيات القرن الماضي بسبب التراجع الاقتصادي والصراعات العرقية، وقد كان الاتحاد السوفياتي في طريقه إلى الانهيار وهذا ما حدث في 1989، ومع انهياره استقلت دول وتفككت يوغوسلافيا، وبدأت حروبها الدموية التي استمرت لأكثر من 10 أعوام، وكانت نتيجتها تَشَكُّل 7 دول جديدة.

في بدايات الثمانينيات بدأت الحواسيب المنزلية تُصنع وتنتشر حول العالم، وقد كانت في ذلك الوقت شيئاً جديداً، الحاسوب كان للمكتب وللمصنع، ولذلك عندما وصل للمنزل سُمَّى بالحاسوب المنزلي، وعربيّاً كان هناك حاسوب منزلي مشهور في ذلك الوقت ولفترة في أوائل التسعينيات وهو حاسوب صخر.

على أيّ حال، الوضع الاقتصادي في يوغوسلافيا كان صعباً ولم يكن في قدرة كثير من الأفراد شراء حاسوب منزلي صُنع في دول أخرى، لأن هناك قيوداً على الاستيراد وحتى ثمن الجهاز سيكون مرتفعاً، في هذه البيئة فكَّر مخترع يوغوسلافي اسمه فويا أنتونيتش بصنع حاسوب منزلي، وقد كان في إجازة وقتها ورسم مخططاً للجهاز واستطاع إيجاد قطع له في السوق المحلي.

فويا لن يبيع الجهاز بل سيعرض مخططاً له ويوزعه مجاناً على من يريد، لحسن حظه أن محرر مجلة علمية أراد أن يبدأ مجلة حاسوب فاتصل به فويا، وكان أول عدد يحوي درساً لصنع الحاسوب، فويا خمّن بأن 50 شخصاً سيصنعون الحاسوب لكنه كان مخطئاً، فقد قام أكثر من 8 آلاف شخص بصنع الحاسوب!