الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الإعلامية الأولى في السعودية

ما كان للدكاكين أن تغصّ بالعديد من الزبائن إلا لذكاء عمالها، فهم إلى الآن يحافظون عليها، هي ذكرى قديمة ما زلت أحملها حتى الآن، حينما أتذكرها أشعر بالسعادة، وحينما أتذكر سبب السعادة أضحك من قلبي، تذوب بعض المفردات، ولكنك توقن بأن التعامل الذي تم معك، أضاف لشخصك بعداً آخراً.

أتذكر فيما مضى حينما كنت أطلب من هؤلاء العمال تحرير فاتورة بسعر ما اشتريته، كان العاملون يدونون في الفاتورة قبل اسمي، الدكتورة أو الشيخة أو الأميرة، كنت أخجل من وجود هذه الألقاب قبل اسمي لأنها ليست حقيقية، وكنت أقول للعامل بخجل ولكني لم أكن لأخفي السعادة بداخلي، إن هذا اللقب ليس حقيقياً، فكان العامل يرد: «أنت دكتورة حتى لو لم تتسلمي شهادة الدكتوراه».

كنت آخذ الفاتورة وما أن أخرج من المحل حتى أظل أحدق في الخط الذي يبدو وكأن صاحبه قد تعلم الكتابة للتو، لكنه يسجنك في بهجة رغماً عنك، وهذا يبدو ما حدث مع إحدى شهيرات التواصل الاجتماعي، حينما قامت إحدى العيادات الخاصة بالترحيب بالشهيرة، وقاموا بوصفها بالإعلامية الأولى في المملكة، بعدها قام الإعلاميون بتدشين هاشتاغ تحت عنوان «مشاهير يسرقون اللقب».


«السنابية» الشهيرة فرحت جداً بهذا اللقب، بالضبط سعادتي ذاتها وأنا مراهقة وأحمل في حقيبتي فواتير دونت فيها ألقاب قبل اسمي، لم تكن لتمثلني وليست لي.


انتشت «السنابية» فرحاً بالهوية الجديدة التي جعلتها الأولى، ولكن للأسف لم يطل فرح الشهيرة، فقد أصدرت هيئة الصحفيين بياناً توضح فيه اتخاذها إجراءات لضبط الممارسة الإعلامية، وحماية المهنة ممن ينتحلون صفة إعلامي، فلسنا في دكاكين وإنما في ساحة إعلامية.