السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

فرانسوا تريفو.. وحب السينما

يقدم المخرج الفرنسي فرنسوا تريفو (1932ـ 1984 ) في كتابه «أفلام حياتي»، نقداً سينمائيّاً لمجموعة من الأفلام، وحسب المترجم السعيد بوطاجين، يعدُّ هذا الكتاب إضافة نوعية للقارئ العربي الذي له اهتمامات بالخطاب السينمائي، أو الذي يريد معرفة مراحل صناعة الفيلم وأسرار الكتابة والسيناريو والتركيب والإخراج والصورة والإضاءة.

«ضم الكتاب في قسمه الأول «السر الأكبر»، وهو مخصص لمخرجين بدأوا حياتهم المهنية مع السينما الصامتة، وأكملوها في الناطقة، أما القسم الثاني الذي جاء بعنوان «بعض قليلي الحظ»، فهو يشير إلى مخرجين قدموا أفلاماً عظيمة، ولكنهم لم يأخذوا حظهم من الأضواء، من مثل: إنجمار برجمان، ونورمان ماك لارين، وينتهي الكتاب في قسمه الثالث بمناقشة «مسألة أصدقاء الموجة الجديدة».

يقول المخرج فرانسو تريفو: إنه كثيراً ما يتم سؤاله متى كانت لك الرغبة في أن تصبح مخرجاً أو ناقداً، وفي الحقيقة كان لا يجيب عن السؤال: لماذا؟، لأنه كان يعرف فقط رغبته الشديدة في الاقتراب من السينما أكثر فأكثر، وأولى مراحل هذا التعرف على السينما كانت بمشاهدة أفلام كثيرة، أما الثانية فتتمثل في تدوين اسم المخرج أثناء الخروج من القاعة، وتتمثل الثالثة في إعادة مشاهدة الأفلام نفسها.


كانت متعة مشاهدة الأفلام بالنسبة إلى المخرج فرنسوا تريفو تعود إلى عام 1942، عندما قرر ذات يوم عدم الذهاب إلى المدرسة والهرب لمشاهدة فيلم «زوَّار المساء» للمخرج مارسيل كارني، وكان ثمن هذا الهروب الشعور بآلام حادة في البطن،، والخوف في الرأس.


ويعترف فرنسوا تريفو بأنه كانت لديه الرغبة في دخول السينما، وكان يحقق ذلك بالاقتراب من الشاشة، ويرفض أفلام العصر.. أفلام الحرب، لأنها تجعل التقمص صعباً، كما كان يحب مشاهدة الأفلام البوليسية والأفلام العاطفية.

لقد كان للسينما تأثيرها الكبير على فرنسوا تريفو حتى إنه شبه هذا التأثير بتأثير المخدرات، إلى درجة أن نادي السينما الذي أسسه عام 1947 حمل اسما موحِيًا، «حلقة مدمني السينما».

الملفت في هذا الكتاب كما يقول المترجم السعيد بوطاجين: أن فرنسوا تريفو المخرج كان حذراً ومختلفاً عن تريفو الناقد المغامر. أن إحدى مميزات الناقد فرنسوا تريفو هي عدم استناده في نقده السينمائي للأفلام التي كتب عنها في هذا الكتاب، إلى أي معيارية أحادية الرؤية.