الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

منابر الإعلام.. الكذب والتضليل

نُشرت تغريدة لرئيس تحرير «الرؤية» الأستاذ محمد الحمادي هي إنفوغرافيك من 10 نقاط ترد على «انتقادات» وجهها البعض لمعاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، شكراً للزميلين زين العابدين البخاري وأحمد عباس على المحتوى والشكل اللائق لمخاطبة العقول النيرة والضمائر الحية، بطبيعة الحال لا أستعدي من يقف على الجانب الآخر، فقد أوصينا بأن «التمس لأخيك سبعين عذراً».

للأسف، وككل المهن، هناك من يجافي المهنية، لا بل الأخلاق المتعارف عليها عالمياً وتاريخياً، فكم كان مصابنا كعرب وكشعوب الشرق الأوسط كبيراً عندما أصيبت مهن نبيلة في الصميم جراء انحياز وانغلاق بعض ممارسيها، أخطر تلك المهن على الإطلاق كان التعليم والخطابة السياسية والدينية والصحافة، تاريخنا حافل بالكوارث الناجمة عن «تديين وتسييس» المهن، فيما كان الأوْلى أن تكون تلك المهن كاملة الحياد مُنزهة عن أي غرض، تماماً كما الطبيب الذي يعالج الجميع، ويصدق العلاج في كل مراحله وبخاصة تشخيص العلة.

وبصراحة أسارع في الاعتذار عن حدتها، طفح الكيل في مدى الكذب والتضليل والتحريض والتنمر الذي يقوم به بعض وسائل الصحافة ومنابر الإعلام بشقّيه التقليدي والجديد، حتى صار التزوير والتلاعب طاغياً من خلال ثقافة «الشو» بمعنى الاستعراض الأقرب إلى صراع الديكة وحوار الطرشان منه إلى حوار العقلاء.


كان من رحمة الله بنا تلك الآلية التي ابتكرتها الصحافة العالمية فيما يعرف بصحافة الـ«إنفوغرافيك»، وهو التفنيد الرشيق المباشر القائم على الرقم والمعلومة في مواجهة مزاعم تقوم على افتراءات أو مواقف مسبقة لا علاقة لها بجوهر الموضوع المُثار أمام الرأي العام وغالباً ما يكون مدفوعاً بمعاداة لدوافع أخرى في «نفس يعقوب»!


وإزاء الابتذال في الهمز واللمز والتنابز بالألقاب لدى البعض، فمرة أخرى يحلو الرد بمزيد من «الإنفو» ولا بأس بشيء من الـ«أوديو والفيديو إنفوز» صوتاً وصورة، علّ «السمع والبصر والفؤاد» يرد الأخ لأخيه.

أكتفي بمثالين، وأبدأ بالصوت: ارجع إلى أرشيفنا العامر بالخطابات الرنانة لما يخص كل ما تم رفضه، ليعاد فيتم القبول بأقل منه بعد سنوات من ضياع مزيد من الأرض والحقوق، من رفض قرار التقسيم 29 نوفمبر 1947، وحتى 15 من سبتمبر 2020، أما الصورة: فانظر إلى اللون الأخضر نهاراً والأنوار ليلاً من الجو على فلسطين التاريخية وما حول الأراضي المباركة من أوطان، حتى يتبيّن الخيط الأبيض بين القول والفعل، الماضي والحاضر والمستقبل، المستقبل الآمن المزدهر للجميع بإرادة الله وصنّاع السلام.