الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الإعلام العربي.. التدحرج نزولاً

لنكن صريحين، حين نتحدث عن ظاهرة البرامج الحوارية والسياسية الإخبارية في أغلب قنواتنا الفضائية العربية، والتي باتت تتدحرج نزولاً نحو التجاهل من عموم المشاهدين، لأنها بصراحة متحيزة وغير محايدة، وذاك واقع لا يمكن تجاهله، وحين تشاهد عينة عشوائية بانتظام لعدد من تلك البرامج فستجد دون عناء كمية كبيرة من الجهل وقلة الاختصاص، والفقر الإعلامي لدى عدد غير قليل من المحللين السياسيين، الذين تتم استضافتهم للتحدث في شؤون دولية ومحلية وأحداث مستجدة ومواضيع عاجلة، متزامنة مع ضعف الإعداد وافتقار من يدير الحوار لأساسياته.

جميع العوامل السابقة أسهمت في عدم اكتراث المشاهد العربي بتلك البرامج فاقدة الجودة والمصداقية، وهي التي إن قارنّاها بمثيلاتها في الإعلام الغربي فسنجد التباين الواضح بين إعلام أسوأ من التقليدي وآخر متخصص جداً يحترم عقلية المشاهد، ويحرص على استضافة ذوي الاختصاص والخبرة في التحليل والرأي أياً كان موضوعه.

من الملاحظ، حين مشاهدتك لأحد تلك البرامج في القنوات العربية تجد تأتأة المحلل المزعوم وعدم طلاقته بالحديث، وآرائه السطحية وفقره المعلوماتي، مع العلم أن تلك القنوات لا تدفع لضيوفها إلا إن كانوا من طبقة الفن على مختلف أصنافه، فهم من يسترعي اهتمام المشاهد العربي المشغول للأسف بالفن «الخائب»!


السؤال إذن: لمَ لاتزال القنوات العربية تبث هذه البرامج السياسية الفاشلة؟.. الجواب ربما يكون لأن القائمين عليها والممولين لا يزالون بالعقلية القديمة، التي تظن أن المشاهد أبله دون أن يعوا أنهم ليسوا كما ظنوهم بلهاء، وإنما فقدوا المتعة بالسياسة، واستبدلوا بها عن طيب خاطر ورغبة، المتعة الفنية فاقدة القيمة.