السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

فيلم «وجدة».. أحلام تتحقق

مقالي هذا ليس لتعداد إنجازات السعودية، اليوم، وما أكثرها، إنما لقراءة سريعة لفيلم «وجدة» الذي أستطيع أن أقول عنه إنه أول فيلم سينمائي سعودي طويل يتعرض للحياة قبل عصر «الرؤية»، ويصور كاملاً في المملكة، قبل أن تتغير الحياة، ويصبح لها شكل ولون آخر وإيقاع سريع أدهش المراقبون، والفيلم كتبته وأخرجته السعودية هيفاء المنصور المعروفة بجرأة طرحها، أبدع في تناول حقبة عاشتها المرأة السعودية، وقد أعطت فيه البطولة المطلقة للممثلة «ريم العبدالله» والطفلة «وعد محمد»، التي قامت بدور «وجدة»، حيث كانت مغامرة ناجحة اجتازتها وعد ببراعة.

لقد حملتنا معها إلى ضفاف حلمها بامتلاك دراجة خضراء في وقت كانت محظورة على الفتيات، ثم محاولاتها الحثيثة لادخار ثمنها، وقرارها دخول مسابقة حفظ القرآن الكريم رغم أنها كانت من قبل تلميذة غير مجتهدة في الحصص الدينية، وجاءت المفاجأة حين فازت في المسابقة، وأذهلت معلمتها لما أجابتها بطفولة بريئة، بأنها تريد شراء دراجة بمكافأة المسابقة، فكان جوابها سبب حرمانها منها.

وجدة الطفلة التي لم تتوقف أحلامها بسبب العراقيل التي وجدتها في مجتمعها.. معلمات بأفكار رجعية، أب غائب يرضخ لرغبات والده ووالدته في الزواج بثانية، كذلك تحديها لسائق يتحكم بوالدتها، لأنه الخيار الوحيد أمامها لتنقلاتها، وممارستها طفولتها باللعب مع ابن الجيران الذي يصغرها، وتعلمها قيادة دراجته، لكن كان لديها التصميم والمضي في حياتها كما تشتهي، رغم كل التحديات والممارسات التي رفضتها.


الروايات والأفلام من فنون الحياة التي تؤرخ لها، وتطرق قلوبنا بعنف، لتترك بصمة لا تُمحى، فليحيا الفن لتحيا أحلامنا.