الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

صراعات «تويتر»

ليست اللغة وحدها من تنقل أفكار الإنسان ومشاعره إلى الآخرين، بل تساعدها في ذلك عناصر أخرى، مثل: تعبير وجه المتكلم، ولغة جسده، ونبرة صوته، ونظرات عينيه، فكل هذه العناصر تتفاعل فيما بينها، لتنقل في نهاية المطاف أفكار الإنسان ومشاعره إلى الأطراف الأخرى المنصتة له، وبدونها قد تصل إليهم مبتورة أو مشوشة.

في إحدى الفعاليات الثقافية، التقيت بكاتب إماراتي معروف، وسألته: «لماذا غبت عن تويتر في الآونة الأخيرة، واقتصر حضورك على سناب شات؟».

فأجاب قائلاً: «نحن في تويتر نعبر عن أنفسنا بالكتابة فقط، في حين أننا في سناب شات نعبر عنها بالصوت والصورة، والفارق بين الحالتين كبير، ويلاحظه المستخدم من الوهلة الأولى».. صمت قليلاً، ثم أكمل: «إننا نعيش عصر الصورة المتحركة، والنصوص المكتوبة في طريقها إلى الفناء».


ربما لهذا السبب تكثر المشاحنات في تويتر، وتقل نسبياً في التطبيقات الأخرى، لأن تويتر أتاح للمغردين المجال للتعبير عن أفكارهم فور تشكلها في عقولهم، وأتاح في المقابل للمتابعين فرصة الرد المباشر عليهم.. فيحدث سوء الفهم، وتندلع المعارك.


لهذا السبب وغيره، يتجه كثير من الكتاب والمفكرين إلى تبني الأسلوب العمودي في التغريد، وفيه يكتفي المغرد بطرح أفكاره دون الدخول في أي مناقشات حولها، أما المناقشات الرصينة، فالأفضل أن تتم وجهاً لوجه، وفي جلسات حوارية منضبطة تدار بإحكام، ويحضرها باحثون مهتمون بالموضوع المطروح، وجمهور راغب في الاستفادة.