الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«دعونا نتفلسف».. كما يرى علي حسين

يطرح كتاب (دعونا نتفلسف) سؤالاً غاية في الأهمية، وهو: ما يمنع الإنسان من أن تكون له فلسفته الخاصة تجاه الحياة، وأن يكون له موقف نقدي لما يجري حوله؟ هذا الموقف من أنفسنا ومن الحياة، هو الضمانة لتجديد الحياة نفسها. وهو نوع من أنواع الفلسفة التي تجعلنا أكثر وضوحاً ونضجاً.

يقدم الكاتب العراقي علي حسين في كتابه (دعونا نتفلسف: كيف استطاع 25 مفكراً تغيير حياتنا ـ أثر ـ 2018)، محاولته للسؤال عن الفلسفة ورجالها، وكيف استطاعوا أن يغيروا تاريخ البشرية، وأن يتركوا بصماتهم على حركة المجتمعات، وقد سنحت له الفرصة أن يفكر في الكتابة عن الفلسفة، بقدر بسيط من الوضوح، كتابة تشبه جلساتنا في المقاهي، خاصة أن الأصدقاء طالبوه بعد نشر كتابه (في صحبة الكتب) أن يعيد التجربة، ولكن هذه المرة مع الفلاسفة.. كتاب يسرد فيه تأريخ الأفكار والنظريات التي ساهمت في تغيير نظرتنا إلى العالم.

من خلال هذا الكتاب يحاول علي حسين أن يفهم العالم وذاته بشكل أفضل، فقد اكتشف وهو يقرأ كتب الفلسفة، أن الفلسفة ليس مهمتها أن تفهم الأشياء المحيطة بنا كما أراد ديكارت، ولا تغيير العالم كما أصر ماركس، ولكنها، أي الفلسفة، تعلمنا معنى الحياة، وتساعدنا على قهر المخاوف التي تشل حركة الحياة، وتاريخ الفلسفة ورسالتها يستحق منا الإصغاء إلى صوتها، لأن الفلسفة تستحق منا الحديث بألفة ومتعة.


ويرى علي حسين، أن هناك سؤالاً، كثيراً ما يثار وهو: من أول متفلسف في البشرية؟ وإن كان التاريخ لم يحسم بعد مُنشئ الفلسفة، إلا أن سجلات بداية الفلسفة تخبرنا أنه رجل نحيل كان يهوى صيد السمك اسمه (هيراقليطس)، والذي، بالرغم من ذيوع شهرته كمؤسس أول ضروب الفلسفة، ترك لنا كتاباً واحداً عنوانه (الشذرات).


وذكر الكاتب علي حسين في مقالة (الفيلسوف الذي أنجز أعظم الكتب في الفراش) وقصد به (رينيه ديكارت)، الذي عندما أتم الـ38 من عمره عام 1633، قرر أن ينشر أول كتبه وعنوانه (العالم)، ديكارت الذي ذهب إلى القول: إن الفلسفة مهمتها البحث عن المبادئ الأساسية للمعرفة.

من مئات الكتب حول الفلسفة، يضع الكاتب علي حسين تعريفاً لها، قد يكون التعريف الأسهل (الفلسفة هي استجابة ذهنية، مثلما الشعر استجابة وجدانية).