السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

تجمُّع «تاناروت».. وبنغازي الحزينة

تجمع «تاناروت للإبداع الليبي»، مقره الرئيسي في بنغازي، منظمة ثقافية منحتها مفوضية المجتمع المدني إذن مزاولة النشاط الثقافي، وفقاً لما يخوله لها القانون، يواجه هجمة شرسة من قبل بعض المتشددين، الرافضين لكل ما هو مبهج في مدينة (بنغازي) الحزينة.

القصة بدأت ببيان أصدرته الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية التابعة للحكومة الليبية المؤقتة، تضمَّن التحريض على تجمع تاناروت الثقافي وإصدار الرسائل للجهات الأمنية، والجهات العامة والتي تحوي إساءة وتشويهاً وتحريضاً ضمنياً بحجج وشكاوى كيدية ضد التجمّع، وما يدعو للاستغراب في هذا البيان، القول: إن هذا التجمع يدعو للماسونية والمسيحية والإلحاد، والجريمة الكبرى مسألة الاختلاط بين الرجال والنساء، وكأننا لا نلتقي في أماكن العمل والجامعات، وبطبيعة الحال وجَّه التجمع رسالة يدعو بها مثقفي ليبيا: أدباءها وفنانيها ومفكريها وأصحاب صنع القرار، وأيضاً كافة المنظمات الثقافية والحقوقيّة داخل الدولة وخارجها، للعمل على توضيح دور الفعل الثقافي، الذي يحصّن المجتمع من التطرف والتعصب الجهوي والمغالاة وضيق الأفق، وضرورة إنقاذه دون تهاون، وتحريره من الوصاية والتشويش، كما يدعوهم إلى التضامن الحقيقي الجاد والمباشر ودون مواربة مع التجمّع، وأن ينظر إلى قضيته على أنها تخصُّ كل المجتمع، ولا تعني مؤسسة واحدة فقط تواجه التعصب وسوء الفهم منفردة.

ولم يقف المثقفون والحقوقيون موقف المتفرج من البيان، إنما اعتبرت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، الوقائع السابقة محاولة لتكميم الأفواه وتمثل قمعاً فكرياً ومصادرة للرأي، وانتهاكاً لحرية الفكر والرأي والانتماء السياسي، كما تعدُّ هذه الممارسات انتهاكاً لما نصَّ عليه العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والثقافية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وشكلاً من أشكال الإرهاب الفكري، وجزءاً من الإرهاب والتطرف بمفهومه العام.


في ظل هذه البيانات والنقاشات اجتمع الأعضاء لمناقشة كتابهم الشهري، وهو (مسرحية هاملت) للكاتب الإنجليزي وليام شكسبير، ويوم الأربعاء الماضي (الموافق 2 ديسمبر)، عقدت ندوة حول كتاب (استقلال ليبيا والأمم المتحدة) للكاتب أدريان بيلت وفيها تحدث الدكتور زاهي المغيربي عن الكتاب وظروف ترجمته.


للعلم، فإن تجمع تاناروت ينظم أنشطة عدة، منها: عرض ومناقشة فيلم سينمائي أسبوعياً، وكتاب تاناروت الشهري، ونادي تاناروت للترجمة، كما ينظم العديد من المعارض التشكيلية والحفلات الموسيقية، والعروض المسرحية والورش الفنية للكبار والصغار، وكل هذا جعل منه نقطة ضوء مشعَّة.